للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- في قوله تعالى: يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ قال: الطّاغوت «رجل من اليهود كان يقال له: كعب ابن الأشرف وكانوا إذا ما دعوا إلى ما أنزل الله وإلى الرّسول ليحكم بينهم قالوا: بل يحاكمهم إلى كعب، فذلك قوله (يريدون أن يتحاكموا إلى الطّاغوت) * «١» .

٤-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: كان قريظة والنّضير، وكان النّضير أشرف من قريظة. فكان إذا قتل رجل من قريظة رجلا من النّضير قتل به، وإذا قتل رجل من النّضير رجلا من قريظة فودي بمائة وسق من تمر، فلمّا بعث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قتل رجل من النّضير رجلا من قريظة، فقالوا: ادفعوه إلينا نقتله، فقالوا بيننا وبينكم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأتوه فنزلت وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ (المائدة: ٤٢) والقسط النّفس بالنّفس ثمّ نزلت: أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ (المائدة/ ٥٠) * «٢» .

٥-* (عن عبد الله بن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّه قال: ما ظهر الغلول «٣» في قوم قطّ إلّا ألقي في قلوبهم الرّعب، ولا فشا الزّنى في قوم قطّ إلا كثر فيهم الموت. ولا نقص قوم المكيال والميزان إلّا قطع عنهم الرّزق، ولا حكم قوم بغير الحقّ إلا فشا فيهم الدّم، ولا ختر «٤» قوم بالعهد إلّا سلّط الله عليهم العدوّ) * «٥» .

٦-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ (النساء/ ١٩) ، وذلك أنّ الرّجل كان يرث امرأة ذي قرابته فيعضلها حتّى تموت أو تردّ إليه صداقها، فنهى الله عن ذلك) * «٦» .

٧-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: نسخت من هذه السّورة فَإِنْ جاؤُكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ قال: فكان مخيّرا حتّى أنزل الله وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يحكم بينهم بما في كتاب الله) * «٧» .

٨-* (قال رجل لابن عبّاس- رضي الله عنهما- في هذه الآيات: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ، فمن فعل هذا فقد كفر، قال ابن عبّاس إذا فعل ذلك فهو به كفر، وليس كمن كفر بالله واليوم الآخر وبكذا وبكذا ... » ) * «٨» .

٩-* (عن أنس- رضي الله عنه- قال:

اشتكى سلمان. فعاده سعد فرآه يبكي. فقال له سعد:

ما يبكيك؟ يا أخي؛ أليس قد صحبت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ أليس؟ أليس؟ قال: سلمان: ما أبكي واحدة من اثنتين، ما أبكي ضنّا «٩» للدّنيا ولا كراهية للآخرة ولكن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عهد إليّ عهدا. قال: وما عهد


(١) الدر المنثور (٢/ ٥٨٢) .
(٢) أبو داود (٤٤٩٤) واللفظ له، والنسائي (٨/ ١٨- ١٩) .
(٣) الغلول: الخيانة في الغنيمة.
(٤) ختر: غدر وقيل هو أقبح الغدر.
(٥) الموطأ، كتاب الجهاد حديث (٢٦) ص (٢٦٧) .
(٦) أبو داود (٢٠٩٠) ، كتاب النكاح، باب إذا أنكح الوليان.
(٧) الدر المنثور (٣/ ٩٧) .
(٨) تفسير الطبري (٦/ ١٦٦) .
(٩) ضنّا: أي بخلا بذهابها.