للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلّا ليعرف حلمها ... ويخاف شدّة دخلها» ) * «١» .

٣٣-* (قال ابن الجوزيّ- رحمه الله تعالى-:

«الكمال عزيز والكامل قليل الوجود، وأوّل أسباب الكمال تناسب أعضاء البدن وحسن صورة الباطن، فصورة البدن تسمّى خلقا، وصورة الباطن تسمّى خلقا، ودليل كمال صورة البدن حسن السّمت واستعمال الأدب، ودليل كمال صورة الباطن حسن الطّبائع والأخلاق، فالطّبائع: العفّة، والنّزاهة والأنفة من الجهل، ومباعدة الشّره، والأخلاق: الكرم والإيثار وستر العيوب وابتداء المعروف والحلم عن الجاهل. فمن رزق هذه الأشياء رقّته إلى الكمال، وظهر عنه أشرف الخلال، وإن نقصت خلّة أوجبت النّقص» ) * «٢» .

٣٤-* (قال بعض الشّعراء:

أحبّ مكارم الأخلاق جهدي ... وأكره أن أعيب وأن أعابا

وأصفح عن سباب النّاس حلما ... وشرّ النّاس من يهوى السّبابا

ومن هاب الرّجال تهيّبوه ... ومن حقر الرّجال فلن يهابا) * «٣» .

٣٥-* (قال بعض العلماء: «ليس الحليم من ظلم فحلم، حتّى إذا قدر انتقم، ولكنّ الحليم من ظلم فحلم حتّى إذا قدر عفا» ) * «٤» .

٣٦-* (قال الشّافعيّ- رحمه الله-:

يخاطبني السّفيه بكلّ قبح ... فأكره أن أكون له مجيبا

يزيد سفاهة فأزيد حلما ... كعود زاده الإحراق طيبا) * «٥» .

٣٧-* (وقال:

إذا نطق السّفيه فلا تجبه ... فخير من إجابته السّكوت

فإن كلّمته فرّجت عنه ... وإن خلّيته كمدا يموت) * «٦» .

٣٨-* (وقال:

إذا سبّني نذل تزايدت رفعة ... وما العيب إلّا أن أكون مساببه

ولو لم تكن نفسي عليّ عزيزة ... لمكّنتها من كلّ نذل تحاربه

ولو أنّني أسعى لنفعي وجدتني ... كثير التّواني للّذي أنت طالبه

ولكنّني أسعى لأنفع صاحبي ... وعار على الشّبعان إن جاع صاحبه) * «٧» .


(١) الإحياء (٣/ ١٨٣) .
(٢) صيد الخاطر (٢٨٩) .
(٣) أدب الدنيا والدين (٣٠٣) .
(٤) الإحياء (٣/ ١٨٤) .
(٥) ديوان الشافعي (٥٢) .
(٦) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(٧) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.