للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا تبخلنّ بدنيا وهي مقبلة ... فليس ينقصها التّبذير والسّرف

وإن تولّت فأحرى أن تجود بها ... فالحمد منها إذا ما أدبرت خلف) * «١» .

٤-* (قال سلمان الفارسيّ- رضي الله عنه:

«إذا مات السّخيّ، قالت الأرض والحفظة: ربّ تجاوز عن عبدك في الدّنيا بسخائه، وإذا مات البخيل قالت:

اللهمّ احجب هذا العبد عن الجنّة كما حجب عبادك عمّا جعلت في يديه من الدّنيا» ) * «٢» .

٥-* (قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما-:

«سادات النّاس في الدّنيا الأسخياء، وفي الآخرة الأتقياء» ) * «٣» .

٦-* (روى مالك- رحمه الله تعالى- عن مولاة لعائشة- رضي الله عنها-: أنّ مسكينا سأل عائشة وهي صائمة، وليس في بيتها إلّا رغيف، فقالت لمولاة لها: أعطيه إيّاه، فقالت: ليس لك ما تفطرين عليه. فقالت أعطيه إيّاه. ففعلت، فلمّا أمسينا، أهدى لها أهل بيت أو إنسان- ما كان يهدي لها-: شاة وكفنها «٤» فدعتني عائشة، فقالت: كلي من هذا. هذا خير من قرصك) * «٥» .

٧-* (قال محمّد بن عبّاد بن عبّاد بن عبّاد ابن حبيب بن المهلّب- رحمه الله تعالى-: بعث مروان وهو على المدينة ابنه عبد الملك إلى معاوية فدخل عليه فقال: إنّ لنا مالا إلى جنب مالك بموضع كذا وكذا من الحجاز، لا يصلح مالنا إلّا بمالك، ومالك إلّا بمالنا، فإمّا تركت لنا مالك فأصلحنا به مالنا، وإمّا تركنا لك مالنا فأصلحت به مالك، فقال له: يا ابن مروان: إنّي لا أخدع عن القليل ولا يتعاظمني ترك الكثير، وقد تركنا لكم مالنا فأصلحوا به مالكم) * «٦» .

٨-* (قال عروة بن الزّبير- رضي الله عنهما-:

«رأيت عائشة- رضي الله عنها- تقسّم سبعين ألفا وهي ترقّع ثوبها، وروى أنّها قسّمت في يوم ثمانين ومائة ألف بين النّاس، فلمّا أمست قالت: يا جارية عليّ فطوري، فجاءتها بخبز وزيت، فقالت لها أمّ ذرّة «٧» :

أما استطعت فيما قسّمت اليوم أن تشتري لنا بدرهم لحما نفطر عليه؟ فقالت: لو ذكّرتني لفعلت» ) * «٨» .

٩-* (قال الحسن البصريّ- رحمه الله تعالى-: «السّخاء: أن تجود بمالك في الله- عزّ وجلّ- أي في سبيل الله» ) * «٩» .

١٠-* (قال محمّد بن المنكدر- رحمه الله تعالى-: «كان يقال: إذا أراد الله بقوم خيرا أمّر عليهم خيارهم، وجعل أرزاقهم بأيدي سمحائهم» ) * «١٠» .

١١-* (قال بكر بن محمّد- رحمه الله تعالى-: «ينبغي أن يكون المؤمن من السّخاء هكذا


(١) إحياء علوم الدين (٣/ ٢٤٦)
(٢) مختصر منهاج القاصدين للمقدسي (٢٠٤، ٢٠٥) .
(٣) أدب الدنيا والدين للماوردي (٢٢٦) .
(٤) كفنها: أي ما يغطيها من الأقراص والرّغف.
(٥) جامع الأصول لابن الأثير (٦/ ٤٥٢) .
(٦) مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا (١١٨) .
(٧) أم ذرة: خادمة عائشة- رضي الله عنها-.
(٨) مختصر منهاج القاصدين (٢٠٣) . والإحياء (٣/ ٢٤٧) .
(٩) الإحياء (٣/ ٢٤٦) .
(١٠) المنتقى من مكارم الأخلاق للخرائطي (١٢٥) .