للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحثا بيديه» ) * «١» .

١٢-* (قال عليّ بن الحسين- رحمه الله تعالى-: «من وصف ببذل ماله لطلّابه لم يكن سخيّا وإنّما السّخيّ من يبدأ بحقوق الله تعالى في أهل طاعته ولا تنازعه نفسه إلى حبّ الشّكر له إذا كان يقينه بثواب الله تعالى تامّا» ) * «٢» .

١٣-* (قال سفيان بن عيينة- رحمه الله تعالى- «السّخاء: البرّ بالإخوان والجود بالمال. وقال:

ورث أبي خمسين ألف درهم فبعث بها صررا إلى إخوانه. وقال: قد كنت أسأل الله تعالى لإخواني الجنّة في صلاتي أفأبخل عليهم بالمال» ) * «٣» .

١٤-* (قال اللّيث بن سعد- رحمه الله تعالى-: «كان ابن شهاب من أسخى من رأيت قطّ، كان يعطي كلّ من جاءه وسأله، حتّى إذا لم يبق شيء تسلّف من أصحابه، فيعطونه، حتّى إذا لم يبق معهم شيء حلفوا أنّه لم يبق معهم شيء فيستلف من عبيده فيقول لأحدهم: يا فلان أسلفني كما تعرف وأضعّف لك كما تعلم، فيسلّفونه، ولا يرى بذلك بأسا، وربّما جاءه السّائل فلا يجد ما يعطيه فيتغيّر عند ذلك وجهه فيقول للسّائل: أبشر فسوف يأتي الله بخير، قال فيقيّض الله لابن شهاب على قدر صبره واحتماله» ) * «٤» .

١٥-* (قال إبراهيم بن المفلس اليشكريّ منشدا:

يقول رجال قد جمعت دراهما ... وكيف ولم أخلق لجمع الدّراهم

أبى الله إلّا أن تكون دراهمي ... بذا الدّهر نهبا في صديق وغارم

وما النّاس إلّا جامع أو مضيّع ... وذو نصب يسعى لآخر نائم

يلوم أناس في المكارم والعلا ... وما جاهل في أمره مثل عالم

لقد أمنت منّي الدّراهم جمعها ... كما أمن الأضياف من بخل حاتم) * «٥» .

١٦-* (قال ابن قدامة- رحمه الله تعالى-:

«خرج عبد الله بن جعفر إلى ضيعة له، فنزل على نخل لقوم فيها غلام أسود يعمل فيها، إذ أتى الغلام بقوته، فدخل الحائط كلب، فدنا من الغلام فرمى إليه قرصا فأكله، ثمّ رمى إليه قرصا آخر فأكله، ثمّ رمى إليه ثالثا فأكله، وعبد الله ينظر. فقال: يا غلام كم قوتك كلّ يوم؟ قال: ما رأيت. قال: فلم آثرت به هذا الكلب؟ قال: إنّ أرضنا ما هي بأرض كلاب، وأظنّ أنّ هذا الكلب قد جاء من مسافة بعيدة جائعا فكرهت ردّه، قال: فما أنت صانع؟ قال: أطوي يومي


(١) المنتقى من مكارم الأخلاق للخرائطي (١٣) .
(٢) الإحياء (٣/ ٢٤٦) .
(٣) المرجع السابق (٣/ ٢٤٧) .
(٤) المنتقى من مكارم الأخلاق للخرائطي (١٣٤) .
(٥) المرجع السابق (١٢٨) .