للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله. فأقبل يسير حتّى نزل جانب دار أبي أيّوب، فإنّه ليحدّث أهله، إذ سمع به عبد الله بن سلام وهو في نخل لأهله يخترف «١» لهم، فعجّل أن يضع الّذي يخترف لهم فيها، فجاء وهي معه «٢» ، فسمع من نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم ثمّ رجع إلى أهله، فقال نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم: أيّ بيوت أهلنا أقرب؟ فقال أبو أيّوب: أنا يا نبيّ الله، هذه داري وهذا بابي. قال: فانطلق فهيّأ لنا مقيلا «٣» .

قال: قوما على بركة الله. فلمّا جاء نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم جاء عبد الله بن سلام فقال: أشهد أنّك رسول الله، وأنّك جئت بحقّ وقد علمت يهود أنّي سيّدهم، وابن سيّدهم وأعلمهم وابن أعلمهم، فادعهم فاسألهم عنّي قبل أن يعلموا أنّي قد أسلمت، فإنّهم إن يعلموا أنّي قد أسلمت قالوا فيّ ما ليس فيّ. فأرسل نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم فأقبلوا فدخلوا عليه، فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يا معشر اليهود، ويلكم اتّقوا الله، فو الله الّذي لا إله إلّا هو إنّكم لتعلمون أنّي رسول الله حقّا، وأنّي جئتكم بحقّ، فأسلموا. قالوا: ما نعلمه- قالوا للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قالها- ثلاث مرار- قال: فأيّ رجل فيكم عبد الله بن سلام؟» . قالوا: ذاك سيّدنا، وابن سيّدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا. قال: «أفرأيتم إن أسلم؟» . قالوا: حاشا لله ما كان ليسلم. قال:

«أفرأيتم إن أسلم» . قالوا: حاشا لله ما كان ليسلم.

قال: «أفرأيتم إن أسلم؟» . قالوا: حاشا لله ما كان ليسلم. قال: «يا ابن سلام اخرج عليهم» . فخرج، فقال: يا معشر اليهود، اتّقوا الله، فو الله الّذي لا إله إلّا هو إنّكم لتعلمون أنّه رسول الله، وأنّه جاء بحقّ.

فقالوا: كذبت، فأخرجهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم) * «٤» .

١٢-* (عن بريدة بن الحصيب- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ أحساب أهل الدّنيا الّذي يذهبون إليه: المال» ) * «٥» .

١٣-* (عن أبي هريرة؛ أنّ سعد بن عبادة الأنصاريّ؛ قال: يا رسول الله! أرأيت الرّجل يجد مع امرأته رجلا أيقتله؟ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا» . قال سعد: بلى، والّذي أكرمك بالحقّ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اسمعوا إلى ما يقول سيّدكم» ) * «٦» .

١٤-* (عن سهل بن سعد- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله- عزّ وجلّ- كريم يحبّ الكرم، ويحبّ معالي الأخلاق، ويكره سفسافها» ) *» .

١٥-* (عن جبير بن مطعم- رضي الله عنه-


(١) يخترف: أي يجتني من الثمار.
(٢) وهي معه: أي الثمرة التي اجتناها.
(٣) مقيلا: أي مكانا تقع فيه القيلولة.
(٤) البخاري- الفتح ٧ (٣٩١١) .
(٥) أخرجه النسائي (٦/ ٦٤) في النكاح. وقال محقق «جامع الأصول» (١١/ ٤٦٦) : إسناده حسن، ورواه الحاكم (٢/ ١٦٣) ، (٤/ ٤٢٥) ، والبيهقي (٧/ ١٣٥- ١٣٦) ، وأحمد (٥/ ٣٥٣، ٣٦١) ، والنسائي (٢/ ٧١) والحديث بمجموع طرقه حسن.
(٦) البخاري- الفتح ١٢ (٦٨٤٦) ، مسلم (١٤٩٨) .
(٧) الحاكم (١/ ٤٨) وقال: صحيح الإسناد واللفظ له. والطبراني في الكبير (٦/ ١٨١) . حديث رقم (٥٩٢٨) وقال العراقي في تخريج الإحياء: إسناده صحيح (٣/ ٣٤٤) وعزاه للخرائطي في مكارم الأخلاق والبيهقي. وذكره الألباني في الصحيحة (٣/ ٣٣٦، ٣٣٧) .