للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نعمة زالت عن قوم فعادت إليهم» ) * «١» .

١٩-* (وقال- رحمه الله تعالى-: «من عرف نعمة الله بقلبه، وحمده بلسانه، لم يستتمّ ذلك حتّى يرى الزّيادة لقول الله تعالى: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ (إبراهيم/ ٧) ، وإنّ من شكر النّعمة أن يحدّث بها» ) * «٢» .

٢٠-* (قال مكّيّ بن إبراهيم- رحمه الله تعالى-: «كنّا عند ابن جريج المكّيّ، فجاء سائل فسأله؟ فقال ابن جريج لخازنه: أعطه دينارا، فقال: ما عندي إلّا دينار إن أعطيته لجعت وعيالك. قال:

فغضب وقال: أعطه. قال مكّيّ: فنحن عند ابن جريج، إذ جاءه رجل بصرّة وكتاب وقد بعث إليه بعض إخوانه، وفي الكتاب: إنّي قد بعثت إليك خمسين دينارا قال: فحلّ ابن جريج الصّرّة فعدّها فإذا هي أحد وخمسون دينارا قال: فقال ابن جريج لخازنه: قد أعطيت واحدا فردّه الله عليك وزادك خمسين دينارا» ) * «٣» .

١٢-* (قال أبو حاتم بن حبّان البستيّ رحمه الله تعالى-: «الواجب على العاقل أن يشكر النّعمة، ويحمد المعروف على حسب وسعه وطاقته إن قدر بالضّعف وإلّا فبالمثل، وإلّا فبالمعرفة بوقوع النّعمة عنده، مع بذل الجزاء له بالشّكر» ) * «٤» .

٢٢-* (وقال: أنشدني عليّ بن محمّد:

علامة شكر المرء إعلان حمده ... فمن كتم المعروف منهم فما شكر

إذا ما صديقي نال خيرا فخانني ... فما الذّنب عندي للّذي خان أو فجر) * «٥» .

٢٣-* (وقال أيضا- رحمه الله تعالى-: «إنّي لأستحبّ للمرء أن يلزم الشّكر للصّنائع، والسّعي فيها من غير قضائها- إذا كان المنعم من ذوي القدر فيه- والاهتمام بالصّنائع؛ لأنّ الاهتمام ربّما فاق المعروف وزاد على فعل الإحسان، إذ المعروف يعمله المرء لنفسه، والإحسان يصطنعه إلى النّاس، وهو غير مهتمّ به، ولا مشفق عليه، وربّما فعله الإنسان، وهو كاره، وأمّا الاهتمام فلا يكون إلّا من فرط عناية، وفضل ودّ، فالعاقل يشكر الاهتمام أكثر من شكر المعروف، وقال: أنشدني عبد العزيز بن سليمان:

لأشكرنّك معروفا هممت به ... إنّ اهتمامك بالمعروف معروف

ولا ألومك إن لم يمضه قدر ... فالشّيء بالقدر المجلوب مصروف) * «٦» .

٢٤-* (وقال أنشدني المنتصر بن بلال:

ومن يسد معروفا إليك فكن له ... شكورا يكن معروفه غير ضائع

ولا تبخلن بالشّكر والقرض فاجزه ... تكن خير مصنوع إليه وصانع) * «٧»


(١) عدة الصابرين (١٤٤) .
(٢) الإحياء (٤/ ١٢٧) .
(٣) الترمذي (٤/ ٣٣١) .
(٤) روضة العقلاء (٣٥٣) .
(٥) المرجع السابق (٣٥٤) .
(٦) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(٧) المرجع السابق (٣٥٠) .