للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويعلم لله فيه حقّا. فهذا بأفضل المنازل. وعبد رزقه الله- عزّ وجلّ- علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النيّة يقول: لو أنّ لي مالا لعملت بعمل فلان، فهو نيّته فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما وهو يخبط في ماله بغير علم لا يتّقي فيه ربّه ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقّا، فهذا بأخبث المنازل.

وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما، فهو يقول لو أنّ لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو نيّته فوزرهما سواء» ) * «١» .

١٤-* (عن سلمان بن عامر- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الصّدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرّحم اثنتان: صدقة وصلة) * «٢» .

١٥-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الرّحم معلّقة بالعرش تقول:

من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله» ) * «٣» .

١٦-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «صلة الرّحم وحسن الجوار، أو حسن الخلق يعمّران الدّيار، ويزيدان في الأعمار» ) * «٤» .

١٧-* (عن أسماء- رضي الله عنها- قالت:

قدمت أمّي وهي مشركة في عهد قريش ومدّتهم، إذ عاهدوا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مع أبيها، فاستفتيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقلت: إنّ أمّي قدمت وهي راغبة (يعني في صلتها) .

قال: «نعم، صلي أمّك» ) * «٥» .

١٨-* (عن حكيم بن حزام- رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله! أرأيت أشياء كنت أتحنّث «٦» بها في الجاهليّة من صدقة، أو عتاقة، ومن صلة رحم فهل فيها من أجر؟ فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أسلمت على ما سلف من خير» ) * «٧» .

١٩-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله! إنّي إذا رأيتك طابت نفسي، وقرّت عيني، فأنبئني عن كلّ شيء. قال: «كلّ شيء خلق من ماء» قال: قلت: أنبئني عن أمر إذا عملت به دخلت الجنّة. قال: «أفش السّلام، وأطعم الطّعام، وصل الأرحام، وقم باللّيل والنّاس نيام، ثمّ ادخل الجنّة بسلام» ) * «٨» .

٢٠-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّه


(١) الترمذي (٢٣٢٥) وقال: حسن صحيح. وقال محقق «جامع الأصول» (١١/ ١٠) : وهو كما قال.
(٢) النسائي (٥/ ٩٢) واللفظ له والترمذي (٦٥٨) وقال: حسن. وابن ماجة (١٨٤٤) . وقال محقق جامع الأصول (٤/ ٤٩٣) : حسن.
(٣) البخاري- الفتح ١٠ (٥٩٨٩) . ومسلم (٢٥٥٥) وهذا لفظه.
(٤) البخاري- الفتح (١٠/ ٤٢٩) وقال الحافظ ابن حجر: عند أحمد ورجاله ثقات. وفي أحمد (٦/ ١٥٩) : عن عائشة أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لها: «إنّه من أعطي حظه من الرفق أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة، وصلة ... إلى آخر الحديث» ، والترغيب والترهيب (٣/ ٣٣٧) وقال: رواته ثقات إلا أن عبد الرحمن بن القاسم لم يسمع من عائشة.
(٥) البخاري الفتح ١٠ (٥٩٧٩) .
(٦) أتحنث: أتعبد
(٧) البخاري الفتح ٣ (١٤٣٦) واللفظ له. ومسلم (١٢٣) .
(٨) الحاكم (٤/ ١٦٠) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي.