للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ليس شيء أطيع الله فيه أعجل ثوابا من صلة الرّحم، وليس شيء أعجل عقابا من البغي وقطيعة الرّحم؛ واليمين الفاجرة تدع الدّيار بلاقع ... » الحديث) * «١» .

٢١-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ليس الواصل بالمكافىء. ولكن الواصل الّذي إذا قطعت رحمه وصلها» ) * «٢» .

٢٢-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من سرّه أن يبسط «٣» له في رزقه وينسأ «٤» له في أثره «٥» فليصل رحمه» ) * «٦» .

٢٣-* (عن عليّ- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من سرّه أن يمدّ له في عمره ويوسّع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السّوء، فليتّق الله، وليصل رحمه» ) * «٧» .

٢٤-* (عن مسروق. قال: كنّا عند عبد الله جلوسا. وهو مضطجع بيننا، فأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الرّحمن! إنّ قاصّا عند أبواب كندة يقصّ ويزعم أنّ آية الدّخان تجيء فتأخذ بأنفاس الكفّار. ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزّكام. فقال عبد الله- وجلس، وهو غضبان-: يا أيّها النّاس! اتّقوا الله، من علم منكم شيئا، فليقل بما يعلم، ومن لم يعلم، فليقل: الله أعلم، فإنّه أعلم لأحدكم أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم، فإنّ الله- عزّ وجلّ- قال لنبيّه صلّى الله عليه وسلّم: قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (ص/ ٨٦) إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمّا رأى من النّاس إدبارا، فقال: «اللهم سبع كسبع يوسف» . قال:

فأخذتهم سنة حصّت «٨» كلّ شيء حتّى أكلوا الجلود والميتة من الجوع، وينظر إلى السّماء أحدهم فيرى كهيئة الدّخان، فأتاه أبو سفيان، فقال: يا محمّد! إنّك جئت تأمر بطاعة الله، وبصلة الرّحم، وإنّ قومك هلكوا، فادع الله لهم. قال الله- عزّ وجلّ- فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ. يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ (الدخان/ ١٠- ١١) إلى قوله تعالى إِنَّكُمْ عائِدُونَ) قال: أفيكشف عذاب الآخرة؟ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (الدخان/ ١٦) قال يعني، فالبطشة يوم بدر وقد مضت آية الدّخان، والبطشة، واللّزام «٩» ، وآية


(١) البيهقي في السنن الكبرى (١٠/ ٦٢) . والألباني في صحيح الجامع (٢/ ٩٥٠) برقم (٥٣٩١) .
(٢) البخاري- الفتح ١٠ (٥٩٩١) .
(٣) بسط الرزق: توسعته.
(٤) الإنساء: التأخير.
(٥) الأثر: الأجل.
(٦) البخاري الفتح ١٠ (٥٩٨٦) ومسلم (٢٥٥٧) .
(٧) عبد الله بن أحمد في زوائده على «المسند» (٣/ ١٥٦) وقال الشيخ أحمد شاكر (٢/ ٢٩٠ برقم ١٢١٢) صحيح ومجمع الزوائد (٨/ ١٥٢- ١٥٣) وقال: رواه عبد الله بن أحمد والبزار والطبراني في الأوسط، ورجال البزار رجال الصحيح غير عاصم بن عروة وهو ثقة. والترغيب والترهيب (٣/ ٣٣٥) واللفظ له. وقال: إسناده جيد
(٨) حصت: أي استأصلت
(٩) اللزام: المراد به قوله سبحانه وتعالى: فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً، أي يكون عذابهم لزاما. قالوا وهو ما جرى عليهم يوم بدر من القتل والأسر، وهي البطشة الكبرى.