للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤-* (عن شدّاد بن أوس- رضي الله عنه- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال له: ألا أدلّك على سيّد الاستغفار: «اللهمّ أنت ربّي لا إله إلّا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرّ ما صنعت، وأبوء «١» لك «٢» بنعمتك عليّ وأعترف بذنوبي، فاغفر لي ذنوبي إنّه لا يغفر الذّنوب إلّا أنت، لا يقولها أحدكم حين يمسي فيأتي عليه قدر قبل أن يصبح إلّا وجبت له الجنّة، ولا يقولها حين يصبح فيأتي عليه قدر قبل أن يمسي إلّا وجبت له الجنّة» ) * «٣» .

٥-* (عن مالك بن صعصعة- رضي الله عنه-: أنّ نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم حدّثه عن ليلة أسري به قال: ... الحديث وفيه: «ثمّ فرضت عليّ الصّلاة خمسين صلاة كلّ يوم، فرجعت فمررت على موسى، فقال بما أمرت «٤» ؟ قال: أمرت بخمسين صلاة كلّ يوم. قال:

إنّ أمّتك لا تستطيع خمسين صلاة كلّ يوم، وإنّي والله قد جرّبت النّاس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشدّ المعالجة، فارجع إلى ربّك فاسأله التّخفيف لأمّتك، فرجعت، فوضع عنّي عشرا، فرجعت إلى موسى فقال مثله. فرجعت فوضع عنّي عشرا، فرجعت إلى موسى فقال مثله. فرجعت فوضع عنّي عشرا، فرجعت إلى موسى فقال مثله. فرجعت فأمرت بعشر صلوات كلّ يوم، فرجعت فقال مثله. فرجعت فأمرت بخمس صلوات كلّ يوم، فرجعت إلى موسى فقال: بما أمرت؟ قلت: أمرت بخمس صلوات كلّ يوم. قال:

إنّ أمّتك لا تستطيع خمس صلوات كلّ يوم، وإنّي قد جرّبت النّاس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشدّ المعالجة، فارجع إلى ربّك فاسأله التّخفيف لأمّتك.

قال: سألت ربّي حتّى استحييت، ولكن أرضى وأسلّم. قال: فلمّا جاوزت نادى مناد. أمضيت فريضتي، وخفّفت عن عبادي» ) * «٥» .

٦-* (عن عليّ بن ربيعة قال: رأيت عليّا- رضي الله عنه- أنّه أتي بدابّة ليركبها، فلمّا وضع رجله في الرّكاب، قال: باسم الله، فلمّا استوى عليها، قال:

الحمد لله، سبحان الّذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون، ثمّ حمد الله ثلاثا، وكبّر ثلاثا، ثمّ قال: سبحانك لا إله إلّا أنت، قد ظلمت نفسي فاغفر لي، ثمّ ضحك، فقلت له: ممّ ضحكت يا أمير المؤمنين؟ قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فعل مثل ما فعلت، ثمّ ضحك، فقلت: ممّ ضحكت يا رسول الله؟، قال: «يعجب الرّبّ من عبده إذا قال: ربّ اغفر لي، ويقول: علم عبدي أنّه لا يغفر الذّنوب غيري» ) * «٦» .

٧-* (عن عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه-


(١) وأبوء: أي أعترف وأقر.
(٢) في البخاري «إليك» .
(٣) البخاري- الفتح ١١ (٦٣٠٦) . الترمذي (٥/ ٣٣٩٣) واللفظ له. ولفظ «إليك» من رواية البخاري.
(٤) بما أمرت: هكذا في البخاري والمعروف أن ما الاستفهامية إذا دخل عليها حرف جر حذفت الألف فكان يقال «بم» ولعل هنا سقطا. ويعززه ما في صحيح مسلم «بماذا أمرت» .
(٥) البخاري- الفتح ٧ (٣٨٨٧) واللفظ له. ومسلم (١٦٤) .
(٦) الترمذي (٣٤٤٦) وقال هذا حديث حسن صحيح. أبو داود (٢٦٠٢) . أحمد وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح. حديث (٧٥٣) واللفظ له.