للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢٩-* (عن معاوية بن حيدة- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ثلاثة لا ترى أعينهم النّار: عين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله، وعين كفّت عن محارم الله» ) * «١» .

٣٠-* (عن عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- أنّه قال: قد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعطيني العطاء، فأقول: أعطه أفقر إليه منّي. حتّى أعطاني مرّة مالا.

فقلت: أعطه أفقر إليه منّي. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

«خذه. وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف، ولا سائل فخذه، ومالا، فلا تتبعه نفسك» ) * «٢» .

٣١-* (عن حكيم بن حزام- رضي الله عنه- أنّه قال: سألت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأعطاني ثمّ سألته فأعطاني، ثمّ سألته فأعطاني، ثمّ قال: «إنّ هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس «٣» لم يبارك له فيه، وكان كالّذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السّفلى» ) * «٤» .

٣٢-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «سبعة يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه: الإمام العادل، وشابّ نشأ في عبادة الله- عزّ وجلّ-، ورجل قلبه معلّق في المساجد، ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إنّي أخاف الله، ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتّى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه» ) * «٥» .

٣٣-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «قد أفلح من أسلم، ورزق كفافا وقنّعه الله بما آتاه» ) * «٦» .

٣٤-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يحدّث حديثا لو لم أسمعه إلّا مرّة أو مرّتين حتّى عدّ سبع مرّات ما حدّثت به ولكن سمعته أكثر من ذلك، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:

«كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورّع من ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستّين دينارا على أن يطأها، فلما أرادها على نفسها ارتعدت وبكت. فقال: ما يبكيك؟

قالت: لأنّ هذا عمل ما عملته، وما حملني عليه إلّا الحاجة. فقال: تفعلين أنت هذا من مخافة الله تعالى، فأنا أحرى، اذهبي فلك ما أعطيتك، ووالله لا أعصيه بعدها أبدا، فمات من ليلته فأصبح مكتوبا على بابه: إنّ الله قد غفر للكفل. فعجب النّاس من ذلك» ) * «٧» .


(١) ذكره الدمياطي في المتجر الرابح (١٨٨٧) وقال: رواه الطبراني ولا بأس بإسناده إن شاء الله.
(٢) البخاري- الفتح ١٣ (٧١٦٤) . ومسلم (١٠٤٥) واللفظ له.
(٣) بإشراف نفس: أي بتطلّع وطمع فيه.
(٤) البخاري- الفتح ٣ (١٤٧٢) . مسلم (١٠٣٥) واللفظ له. وفيه عند الطبراني: ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله. وقال الهيثمي في المجمع: رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح (٣/ ٩٨) .
(٥) البخاري- الفتح ٣ (١٤٢٣) . ومسلم (١٠٣١) واللفظ له.
(٦) مسلم (١٠٥٤) .
(٧) الترمذي (٢٤٩٦) وقال: هذا حديث حسن. وأحمد (٢/ ٢٣) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (٦/ ٣٣٤) رقم (٤٧٤٧) . والحاكم (٤/ ٢٥٤- ٢٥٥) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وذكره الحافظ الدمياطي في المتجر الرابح (٤٩١، ٤٩٢) واللفظ له، وعزاه للترمذي ونقل تحسينه وكذا ابن حبان والحاكم وقال: صحيح الإسناد.