للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واغزهم نغزك «١» . وأنفق فسننفق عليك. وابعث جيشا نبعث خمسة مثله. وقاتل بمن أطاعك من عصاك. قال: وأهل الجنّة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدّق موفّق. ورجل رحيم رقيق القلب لكلّ ذي قربي، ومسلم. وعفيف متعفّف ذو عيال. قال:

وأهل النّار خمسة: الضّعيف الّذي لا زبر له «٢» ، الّذين هم فيكم تبعا لا يتبعون «٣» أهلا ولا مالا.

والخائن الّذي لا يخفى له طمع «٤» ، وإن دقّ إلّا خانه. ورجل لا يصبح ولا يمسي إلّا وهو يخادعك عن أهلك ومالك» . (وذكر البخل أو الكذب «٥» ) والشّنظير «٦» الفحّاش، ولم يذكر أبو غسّان في حديثه «وأنفق فسننفق عليك» ) * «٧» .

٢٧-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «اللهمّ انفعني بما علّمتني، وعلّمني ما ينفعني، وزدني علما، والحمد لله على كلّ حال» ) * «٨» .

٢٨-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: كان من دعاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «اللهمّ إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن دعاء لا يسمع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع» ) * «٩» .

٢٩-* (عن عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- قال: لو استخلفت معاذ بن جبل- رضي الله تعالى عنه- فسألني عنه ربّي عزّ وجلّ، ما حملك على ذلك؟ لقلت: سمعت نبيّك صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ العلماء إذا حضروا ربّهم- عزّ وجلّ- كان معاذ بين أيديهم رتوة «١٠» بحجر» ) * «١١» .

٣٠-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما أصاب أحدا قطّ همّ ولا حزن فقال: اللهمّ إنّي عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك: ماض فيّ حكمك، عدل فيّ


(١) نغزك: أي نعينك.
(٢) لا زبر له: أي لا عقل له يزبره ويمنعه مما لا ينبغي. وقيل: هو الذي لا مال له. وقيل: الذي ليس عنده ما يعتمده.
(٣) لا يتبعون: مخفف ومشدد من الاتباع. أي يتبعون ويتبعون. وفي بعض النسخ: يبتغون أي يطلبون.
(٤) والخائن الذي لا يخفى له طمع: معنى لا يخفى لا يظهر. قال أهل اللغة: يقال خفيت الشيء اذا أظهرته. وأخفيته اذا سترته وكتمته. هذا هو المشهور. وقيل: هما لغتان فيهما جميعا.
(٥) وذكر البخل أو الكذب: هكذا هو في أكثر النسخ: أو الكذب. وفي بعضها: والكذب. والأول هو المشهور.
(٦) الشنظير: فسره في الحديث بأنه الفحاش وهو السّيّىء الخلق.
(٧) مسلم (٢٨٦٥) .
(٨) الترمذي (٣٥٩٩) واللفظ له، وقال: حسن غريب من هذا الوجه، وابن ماجه (المقدمه ٢٥١، ٣٨٣٣ الدعاء وله شاهد من حديث أنس- رضي الله عنه- في الحاكم (١٨٧٩، ١/ ٥١٠) وقال: صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي، وهو كما قالا. وله طريق أخرى رواها الطبراني في الأوسط من رواية سهيل بن عياش عن المدنيين وهي ضعيفه، كذا قال الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ١٨١) .
(٩) النسائي (٨/ ٢٨٤) وقال الألباني في صحيحه: صحيح (٣/ ١١١٣) ، (٥٠٥٣) . وابن ماجة (٢٥٠) واللفظ له.
(١٠) جاء في لسان العرب: الرتوة الخطوة ونقل عن ابن الأثير أنها الرمية بسهم. وواضح أن الرمية في الحديث بحجر، والمعنى أن معاذا يسبق العلماء سبقا ظاهرا واضحا.
(١١) أبو نعيم في الحلية (١/ ٢٢٨) . واللفظ له. وابن سعد في الطبقات (٢/ ٢٤٨، ٣/ ٥٩٠) . وذكره الألباني في الصحيحة (٣/ ٨٢) حديث (١٠٩١) وذكر له طرقا عديدة ثم قال: وبالجملة فالحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا شك، ولا يرتاب في ذلك من له معرفة بهذا العلم الشريف.