للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولقد نزلت في موضوع غزوة أحد ومعركتها ثمان وخمسون آية من سورة آل عمران تبدأ بذكر المراحل الأولى للمعركة في قوله تعالى: وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ «١» .

ونزلت آيات القرآن تمسح جراحات المسلمين وآلامهم وتعطيهم جرعات كبيرة من التربية الإيمانية، وهي تسجل مشاهد متعددة من هذه الغزوة والدرس، منها قوله تعالى: وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ «٢» . ومنها: إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ «٣» .

ومنها قوله تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ «٤» .

وقوله: وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ «٥» .

وقوله: وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ «٦» .

وقوله تعالى: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ «٧» .

وقوله: وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا «٨» .

وقوله تعالى: إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ ما لا يَرْجُونَ «٩» .

وتقدم في النهاية تعليقا جامعا على نتائج المعركة والحكمة التي أرادها الله من جرّائها، في قوله تعالى: ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ «١٠» .

واجه المسلمون عند عودتهم إلى المدينة اليهود الشامتين، والمنافقين المرجفين، وكانوا يواجهون في أطرافها الأعراب المشركين الذين تطلعوا بشراهة إلى ثمار المدينة وخيراتها.

لقد كان التحرك السريع والدقيق من أجل استعادة مواقع المسلمين ومكانتهم ضروريّا للردّ على كل الأخطار والاحتمالات السلبية. ومن هذا المنطلق كان أمر النبي صلّى الله عليه وسلّم أصحابه أن يخرجوا- رغم كل ما أصابهم-


(١) القرآن الكريم- سورة آل عمران، الآية/ ١٢١.
(٢) القرآن الكريم- سورة آل عمران، الآية/ ١٣٩.
(٣) القرآن الكريم- سورة آل عمران، الآية/ ١٤٠.
(٤) القرآن الكريم- سورة آل عمران، الآية/ ١٤٢.
(٥) القرآن الكريم- سورة آل عمران، الآية/ ١٤٠.
(٦) القرآن الكريم- سورة آل عمران، الآية/ ١٤٣.
(٧) القرآن الكريم- سورة آل عمران، الآية/ ١٤٤.
(٨) القرآن الكريم- سورة آل عمران، الآية/ ١٤٥.
(٩) القرآن الكريم- سورة النساء، الآية/ ١٠٤.
(١٠) القرآن الكريم- سورة آل عمران، الآية/ ١٧٩.