للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طلحة مردفي وأنا غلام راهقت الحلم، فكنت أخدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا نزل، فكنت أسمعه كثيرا يقول:

«اللهمّ إنّي أعوذ بك من الهمّ والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدّين، وغلبة الرّجال» . ثمّ قدمنا خيبر، فلمّا فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفيّة بنت حييّ بن أخطب- وقد قتل زوجها، وكانت عروسا- فاصطفاها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لنفسه، فخرج بها حتّى بلغنا سدّ الصّهباء حلّت، فبنى بها «١» ، ثمّ صنع حيسا في نطع «٢» صغير، ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «آذن من حولك» . فكانت تلك وليمة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على صفيّة. ثمّ خرجنا إلى المدينة قال:

فرأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يحوّي «٣» لها وراءه بعباءة، ثمّ يجلس عند بعيره فيضع ركبته، فتضع صفيّة رجلها على ركبته حتّى تركب، فسرنا حتّى إذا أشرفنا على المدينة نظر إلى أحد فقال: «هذا جبل يحبّنا ونحبّه» ثمّ نظر إلى المدينة فقال: «اللهمّ إنّي أحرّم ما بين لابتيها بمثل ما حرّم إبراهيم مكّة. اللهمّ بارك لهم في مدّهم وصاعهم» ) * «٤» .

٦٨-* (عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما؛ حدّث عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أنّه كان يأخذه والحسن فيقول: «اللهمّ أحبّهما فإنّي أحبّهما» ) «٥» .

٦٩-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «حبّب إليّ: النّساء والطّيب، وجعل قرّة عيني في الصّلاة» ) * «٦» .

٧٠-* (عن أنس- رضي الله عنه- قال:

رأى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم النّساء والصّبيان مقبلين- قال: حسبت أنّه قال: من عرس- فقام النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ممثلا «٧» فقال: «اللهمّ أنتم من أحبّ النّاس إليّ» . قالها ثلاث مرار) * «٨» .

٧١-* (عن البراء- رضي الله عنه- قال:

رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم والحسن بن عليّ على عاتقه يقول:

«اللهمّ إنّي أحبّه فأحبّه» ) * «٩» .

٧٢-* (عن عائشة- رضي الله عنها- زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قالت: كان أوّل ما بدىء به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الوحي الرّؤيا الصّادقة في النّوم. فكان لا يرى رؤيا إلّا جاءت مثل فلق الصّبح. ثمّ حبّب إليه الخلاء. فكان يخلو بغار حراء يتحنّث فيه (وهو التّعبّد) اللّيالي أولات العدد. قبل أن يرجع إلى أهله ويتزوّد لذلك، ثمّ يرجع إلى خديجة فيتزوّد لمثلها.

حتّى فجئه الحقّ وهو في غار حراء، فجاءه الملك


(١) فبنى بها: أي تزوجها.
(٢) النّطع: بالكسر والفتح: بساط من الجلد. والحيس: تمر يخلط بسمن وأقط بعد نزع النوى منه، ويعجن بشدة.
(٣) التحوية: أي تدير كساء حول سنام البعير ثم تركبه.
(٤) البخاري- الفتح ٦ (٢٨٩٣) واللفظ له. ومسلم (١٣٦٥، ١٣٩٢) .
(٥) البخاري- الفتح ٧ (٣٧٣٥) .
(٦) النسائي (٧/ ٦١) باب عشرة النساء. وأحمد (٣/ ١٢٨) واللفظ لهما وقال محقق جامع الأصول (٤/ ٧٦٦) : حديث حسن.
(٧) ممثلا- بضم أوله وسكون ثانيه وكسر ثالثه-: هكذا ورد من الرباعي، والذي ذكره أهل اللغة أنه من مثل- بفتح الميم وضم الثاء- أي انتصب قائما وهو ثلاثي.
(٨) البخاري- الفتح ٧ (٣٧٨٥) .
(٩) البخاري- الفتح ٧ (٣٧٤٩) .