للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بقرا «١» ، والله خير «٢» ، فإذا هم النّفر من المؤمنين يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعد، وثواب الصّدق الّذي آتانا الله بعد، يوم بدر» ) * «٣» .

١٨-* (عن معقل بن يسار- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «العبادة في الهرج «٤» كهجرة إليّ» ) * «٥» .

١٩-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- قال: قال رجل: يا رسول الله! أيّ الهجرة أفضل؟ قال: «أن تهجر ما كره ربّك- عزّ وجلّ» وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الهجرة هجرتان: هجرة الحاضر، وهجرة البادي. فأمّا البادي فيجيب إذا دعي ويطيع إذا أمر. وأمّا الحاضر فهو أعظمهما بليّة وأعظمهما أجرا» ) * «٦» .

٢٠-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «هاجر إبراهيم- عليه السّلام- بسارة فدخل بها قرية فيها ملك من الملوك، أو جبّار من الجبابرة، فقيل: دخل إبراهيم بامرأة هي من أحسن النّساء. فأرسل إليه: أن يا إبراهيم، من هذه الّتي معك؟ قال: أختي، ثمّ رجع إليها، فقال: لا تكذّبي حديثي، فإنّي أخبرتهم أنّك أختي، والله، إن «٧» على الأرض من مؤمن غيري وغيرك، فأرسل بها إليه، فقام إليها، فقامت توضّأ وتصلّي، فقالت: اللهمّ إن كنت آمنت بك وبرسولك، وأحصنت فرجي «٨» إلّا على زوجي، فلا تسلّط عليّ الكافر. فغطّ «٩» حتّى ركض «١٠» برجله. قالت: اللهمّ! إن يمت يقال هي قتلته. فأرسل ثمّ قام إليها، فقامت توضّأ وتصلّي، وتقول: اللهمّ إن كنت آمنت بك وبرسولك، وأحصنت فرجى إلّا على زوجى، فلا تسلّط عليّ هذا الكافر. فغطّ حتّى ركض برجله. فقالت: اللهمّ! إن يمت فيقال هي قتلته. فأرسل في الثّانية أو في الثّالثة. فقال: والله ما أرسلتم إليّ إلّا شيطانا. أرجعوها إلى إبراهيم وأعطوها آجر «١١» . فرجعت إلى إبراهيم- عليه السّلام- فقالت: أشعرت أنّ الله كبت «١٢» الكافر وأخدم وليدة» ) * «١٣» .

٢١-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم افتتح مكّة: «لا هجرة «١٤»


(١) جاء في غير مسلم: ورأيت بقرا تنحر، وبهذه الزيادة يتم تأويل الرؤيا بما ذكر. فنحر البقر هو قتل الصحابة- رضي الله عنهم- الذين قتلوا بأحد.
(٢) قال القاضي: قال أكثر شراح الحديث معناه ثواب الله خير.
(٣) البخاري- الفتح ٦ (٣٦٢٢) . ومسلم (٢٢٧٢) واللفظ له
(٤) المراد بالهرج: الفتنة واختلاف أمور الناس.
(٥) مسلم (٢٩٤٨) .
(٦) النسائي (٧/ ١٤٤) واللفظ له وقال محقق جامع الأصول (١١/ ٦٠٨) : حديث حسن.
(٧) إن هنا نافيه: أي ما على الأرض ... إلخ.
(٨) أحصنت: منعت.
(٩) غط: من الغطيط وهو صوت يخرج مع نفس النائم.
(١٠) ركض: أي ضرب برجله.
(١١) آجر: وفي رواية هاجر.
(١٢) كبت الكافر: أي أخزاه أو أحزنه.
(١٣) البخاري الفتح ٤ (٢٢١٧) واللفظ له. ومسلم (٢٣٧١) .
(١٤) لا هجرة بعد الفتح: أي لا هجرة من مكة لأنها صارت دار إسلام. وأما الهجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام فهي باقية الى يوم القيامة.