(٢) البخاري- الفتح ٦ (٣٤٥٥) . ومسلم (١٨٤٢) واللفظ له. (٣) البخاري- الفتح ٤ (٢٠٤٢) واللفظ له. ومسلم (١٦٥٦) (٤) إني حرمت الظلم على نفسي: قال العلماء: معناه تقدست عنه وتعاليت. وأصل التحريم في اللغة المنع. فسمى تقدسه عن الظلم تحريما، لمشابهته للممنوع في أصل عدم الشيء. (٥) فلا تظالموا: أي لا تتظالموا. والمراد لا يظلم بعضكم بعضا. (٦) كلكم ضال إلا من هديته: ظاهر هذا أنهم خلقوا على الضلال، إلا من هداه الله تعالى. وفي الحديث المشهور «كل مولود يولد على الفطرة» . فقد يكون المراد بالأول وصفهم بما كانوا عليه قبل مبعث النبي صلّى الله عليه وسلّم. وأنهم لو تركوا وما في طباعهم من إيثار الشهوات والراحة وإهمال النظر لضلوا. وهذا الثاني أظهر. (٧) إنكم تخطئون: الرواية المشهورة: تخطئون، بضم التاء. وروى بفتحها وفتح الطاء. يقال: خطىء يخطأ إذا فعل ما يأثم به، فهو خاطىء. ومنه قوله تعالى: اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ (يوسف/ ٩٧) . ويقول في الإثم أيضا: أخطأ. فهما صحيحان. (٨) إلا كما ينقص المخيط: قال العلماء: هذا تقريب إلى الإفهام. ومعناه لا ينقص شيئا أصلا. كما قال في الحديث الآخر «لا يغيضها نفقة» أي لا ينقصها نفقة. لأن ما عند الله لا يدخله نقص، وإنما يدخل النقص المحدود الفاني. وعطاء الله تعالى من رحمته وكرمه، وهما صفتان قديمتان لا يتطرق إليهما نقص فضرب المثل بالمخيط في البحر لأنه غاية ما يضرب به المثل في القلة. والمقصود التقريب إلى الأفهام بما شاهدوه. فإن البحر من أعظم المرئيات عيانا وأكبرها والإبرة من أصغر الموجودات مع أنها صقيلة لا يتعلق بها ماء. (٩) مسلم (٢٥٧٧) .