للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أتخوّف أن تفتن في دينها «١» » . قال: ثمّ ذكر صهرا «٢» له من بني عبد شمس. فأثنى عليه في مصاهرته إيّاه فأحسن. قال: «حدّثني فصدقني. ووعدني فأوفى لي.

وإنّي لست أحرّم حلالا «٣» ولا أحلّ حراما. ولكن، والله لا تجتمع بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبنت عدوّ الله مكانا واحدا أبدا» ) * «٤» .

٨-* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال في خطبته: «أوفوا بحلف الجاهليّة، فإنّ الإسلام لم يزده إلّا شدّة، ولا تحدثوا حلفا في الإسلام» ) * «٥» .

٩-* (عن عبادة بن الصّامت- رضي الله عنه- وكان شهد بدرا، وهو أحد النّقباء ليلة العقبة؛ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال وحوله عصابة من أصحابه: «بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف. فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدّنيا فهو كفّارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا ثمّ ستره الله فهو إلى الله: إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه» . فبايعناه على ذلك) * «٦» .

١٠-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء بالطّريق يمنع منه ابن السّبيل. ورجل بايع إماما لا يبايعه إلّا لدنياه، إن أعطاه ما يريد وفى له، وإلّا لم يف له. ورجل بايع رجلا بسلعة بعد العصر، فحلف بالله لقد أعطي بها كذا وكذا، فصدّقه فأخذها، ولم يعط بها» ) * «٧» .

١١-* (عن أبي حازم قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين. فسمعته يحدّث عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. قال:

«كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء «٨» . كلّما هلك نبيّ خلفه نبيّ «٩» . وإنّه لا نبيّ بعدي. وستكون خلفاء


(١) أن تفتن فى دينها: أي بسبب الغيرة الناشئة من البشرية.
(٢) ثم ذكر صهرا: هو أبو العاص بن الربيع. زوج زينب رضي الله عنها، بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. والصهر يطلق على الزوج وأقاربه وأقارب المرأة. وهو مشتق من صهرت الشيء وأصهرته، إذا قربته. والمصاهرة مقاربة بين الأجانب والمتباعدين.
(٣) لست أحرم حلالا: أي لا أقول شيئا يخالف حكم الله. فإذا أحل شيئا لم أحرمه. وإذا حرمه لم أحله، ولم أسكت عن تحريمه، لأن سكوتي تحليل له. ويكون من جملة محرمات النكاح الجمع بين بنت نبي الله وبنت عدو الله.
(٤) البخاري الفتح ٧ (٣٧٢٩) . ومسلم (٢٤٤٩) واللفظ له.
(٥) أحمد (٢/ ٢٠٧) واللفظ له. والترمذي (١٥٨٥) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وقال محقق جامع الأصول (٦/ ٥٦٦) : كما قال الترمذي.
(٦) البخاري الفتح ١ (١٨) واللفظ له. ومسلم (٧٠٩) .
(٧) البخاري الفتح ١٣ (٧٢١٢) واللفظ له. ومسلم (١٠٨)
(٨) تسوسهم الأنبياء: أي يتولون أمورهم كما تفعل الأمراء والولاة بالرعية. والسياسة القيام على الشيء بما يصلحه.
(٩) كلما هلك نبي خلفه نبي: في هذا الحديث جواز قول: هلك فلان، إذا مات. وقد كثرت الأحاديث به. وجاء في القرآن العزيز قوله تعالى: حَتَّى إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا.