للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليك إن رجعت بالجائزة؟ فقال: إن أعطيت مائة ألف أعطيتك درهما، فأعطي ستّين فأعطاها أربعة دوانق. واشترى مرّة لحما بدرهم فدعاه صديق له فردّ اللّحم إلى القصّاب بنقصان دانق وقال: أكره الإسراف» . وقال: كان للأعمش جار وكان لا يزال يعرض عليه المنزل ويقول: لو دخلت فأكلت كسرة وملحا فيأبى عليه الأعمش، فعرض عليه ذات يوم فوافق جوع الأعمش، فقال: سر بنا فدخل منزله فقرّب إليه كسرة وملحا، فجاء سائل، فقال له ربّ المنزل:

بورك فيك، فأعاد عليه المسألة فقال له: بورك فيك، فلمّا سأل الثّالثة قال له: اذهب والله وإلّا خرجت إليك بالعصا. قال: فناداه الأعمش وقال: اذهب ويحك، فو الله ما رأيت أحدا أصدق بوعيد منه منذ مدّة يدعوني على كسرة وملح فو الله ما زادني عليها» ) * «١» .

٢٠-* (قال محمود الورّاق- رحمه الله تعالى-:

تمتّع بمالك قبل الممات ... وإلّا فلا مال إن أنت متّا

شقيت به ثمّ خلّفته ... لغيرك بعدا وسحقا ومقتا

فجاد عليك بزور البكا ... وجدت له بالّذي قد جمعتا

وأعطيته كلّ ما في يديك ... وخلّاك رهنا بما قد كسبتا) * «٢» .

٢١-* (وقال ابن المعتزّ: بشّر مال البخيل بحادث أو وارث) * «٣» .

٢٢-* (وقاله نظما:

يا مال كلّ جامع وحارث ... أبشر بريب حادث أو وارث) * «٤» .

٢٣-* (وقال: أبخل النّاس بماله أجودهم بعرضه) * «٥» .

٢٤-* (قال ابن القيّم- رحمه الله تعالى- «الجبن والبخل قرينان، فإن عدم النّفع منه إن كان ببدنه فهو الجبن، وإن كان بماله فهو البخل» ) * «٦» .

٢٥-* (قال الشّاعر:

لا تطلبنّ إلى لئيم حاجة ... واقعد فإنّك قائم كالقاعد

يا خادع البخلاء عن أموالهم ... هيهات تضرب في حديد بارد) * «٧» .

٢٦-* (وقال آخر

طعامه النّجم لمن رامه ... وخبزه أبعد من أمسه

كأنّه في جوف مرآته ... يرى ولا يطمع في لمسه) * «٨» .


(١) الإحياء (٣/ ٢٥٦، ٢٥٧) .
(٢) مساويء الأخلاق للخرائطي (١٤٣) .
(٣) الإحياء (٣/ ٢٥٦) .
(٤) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(٥) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(٦) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (٨٥) .
(٧) الآداب الشرعية (٢/ ١٧٨) .
(٨) مقدمة إكرام الضيف لأبي اسحاق إبراهيم الحربي (٨) .