للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٣-* (عن عمرو بن حزم- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسّنن والدّيات فذكر فيه: «وإنّ أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة: الإشراك بالله، وقتل النّفس المؤمنة بغير الحقّ، والفرار في سبيل الله يوم الزّحف، وعقوق الوالدين، ورمي المحصنة، وتعلّم السّحر، وأكل الرّبا، وأكل مال اليتيم» ) * «١» .

١٤-* (عن جابر- رضي الله عنه- قال:

كنّا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة «٢» . فبايعناه وعمر آخذ بيده تحت الشّجرة. وهي سمرة «٣» . وقال: بايعناه على أن لا نفرّ، ولم نبايعه على الموت «٤» ) * «٥» .

١٥-* (عن البراء- رضي الله عنه- قال:

لقينا المشركين يومئذ «٦» ، وأجلس النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم جيشا من الرّماة وأمّر عليهم عبد الله وقال: لا تبرحوا إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا. فلمّا لقينا هربوا حتّى رأيت النّساء يشتددن «٧» في الجبل، رفعن عن سوقهنّ قد بدت خلاخلهنّ فأخذوا يقولون: الغنيمة الغنيمة. فقال عبد الله: عهد إليّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن لا تبرحوا فأبوا، فلمّا أبوا صرف وجوههم، فأصيب سبعون قتيلا. وأشرف أبو سفيان «٨» فقال: أفي القوم محمّد؟ فقال: لا تجيبوه.

فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة) ؟ «٩» قال: لا تجيبوه.

فقال: أفي القوم ابن الخطّاب؟ فقال: إنّ هؤلاء قتلوا، فلو كانوا أحياء لأجابوا. فلم يملك عمر نفسه فقال:

كذبت يا عدوّ الله، أبقى الله عليك ما يخزيك. قال أبو سفيان: اعل هبل «١٠» . فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أجيبوه» .

قالوا: ما نقول؟ قال: «قولوا: الله أعلى وأجلّ» قال أبو سفيان: لنا العزّى «١١» ولا عزّى لكم. فقال النّبيّ


(١) المنذري في الترغيب (٢/ ٣٠٤) وقال: رواه ابن حبان في صحيحه انظر الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (١٤/ ٦٥٥٩) وقال محققه: يشهد له حديث أبي هريرة برقم (٥٥٦١) ، وحديث عبد الله بن عمرو برقم (٥٥٦٢) وعبد الله بن أحبش برقم (٥٥٦٣) وله شواهد في الصحيحين.
(٢) (ألفا وأربعمائة) وفي رواية: ألفا وخمسمائة، وفي رواية: ألفا وثلاثمائة. وقد ذكر البخاري ومسلم هذه الروايات الثلاث في صحيحيهما. وأكثر روايتهما. ألفا وأربعمائة.
(٣) سمرة: واحدة السمر، كرجل، شجر الطلح.
(٤) بايعناه على أن لا نفر ولم نبايعه على الموت: وفي رواية سلمة: أنهم بايعوه يومئذ على الموت، وهو معنى رواية عبد الله بن زيد بن عاصم. وفي رواية مجاشع بن مسعود: البيعة على الهجرة، والبيعة على الإسلام والجهاد. وفي حديث ابن عمر وعبادة: بايعنا على السمع والطاعة وأن لا ننازع الأمر أهله. وفي رواية ابن عمر، في غير صحيح مسلم: البيعة على الصبر. قال العلماء: هذه الرواية تجمع المعاني كلها وتبين مقصود كل الروايات. فالبيعة على أن لا نفر معناه الصبر حتى نظفر بعدونا أو نقتل، وهو معنى البيعة على الموت. أي نصبر وإن آل بنا ذلك إلى الموت. لا أن الموت مقصود في نفسه وكذا البيعة على الجهاد، أي والصبر فيه، والله اعلم.
(٥) مسلم (١٨٥٦) .
(٦) يقصد يوم موقعة أحد.
(٧) يشتددن: أي يسرعن المشي.
(٨) أشرف أبو سفيان: أي تطلع.
(٩) ابن أبي قحافة: يريد أبا بكر.
(١٠) اعل هبل: أي ظهر دينك وعلا، وهبل: اسم صنم لهم.
(١١) العزّى: اسم صنم لهم.