للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«نابت الحجّاج في صديق له مصيبة ورسول لعبد الملك شاميّ عنده، فقال الحجّاج: ليت إنسانا يعزّيني بأبيات، فقال الشّاميّ: أقول؟ قال: قل، فقال: (وكلّ خليل سوف يفارق خليلا، يموت أو يصاب أو يقع من فوق البيت أو يقع البيت عليه أو يقع في بئر أو يكون شيئا لا نعرفه) فقال الحجّاج: قد سلّيتني عن مصيبتي بأعظم منها في أمير المؤمنين إذ وجّه مثلك لي رسولا» ) * «١» .

٢٠-* (عن أبي بكر النّقّاش قال: قيل لعبد الله بن مسعود القاضي، تجيز شهادة العفيف التّقيّ الأحمق؟ قال: لا، وسأريكم هذا، ادع يا غلام أبا الورد حاجبي وكان أحمق. فلمّا أتاه، قال: اخرج فانظر ما الرّيح؟ فخرج ثمّ رجع فقال: شمال يشوبها جنوب، فقال: كيف ترون؟ أتروني أجيز شهادة مثل هذا؟

قال: وقد ذكر مثل هذه الحكاية ابن قتيبة» ) * «٢» .

٢١-* (نظر بعض الحكماء إلى أحمق جالس على حجر فقال: حجر على حجر) * «٣» .

٢٢-* (قال بعضهم: العاقل المحروم خير من الأحمق المرزوق» ) * «٤» .

٢٣-* (يقال: فلان ذو حمق وافر وعقل نافر، ليس معه من العقل إلّا ما يوجب حجّة الله عليه) * «٥» .

٢٤-* (مرّ بعض الأمراء على بيّاع ثلج فقال:

أرني ما عندك، فكسر له قطعة وناوله إيّاها، فقال: أريد أبرد من هذا فكسر له من الجانب الآخر، فقال: كيف سعر هذا؟ فقال: رطل بدرهم ومن الأوّل رطل ونصف بدرهم، فقال: زن من الثّاني» ) * «٦» .

٢٥-* (وممّن اشتهر من الحمقى عجل بن لجيم بن بكر بن وائل، من حمقه أنّه قيل له: ما سمّيت فرسك؟ فقام إليه ففقأ إحدى عينيه وقال: سمّيته الأعور. قال العنزيّ:

رمتني بنو عجل بداء أبيهم ... وأيّ امرىء في النّاس أحمق من عجل

أليس أبوهم عار عين جواده ... فصارت به الأمثال تضرب بالجهل

) * «٧» .

ومنهم أزهر الحمار. وقد قدم على الأمير عمرو رسول من عند السّلطان، فأحضر أزهر على مائدته، فقيل لأزهر: جمّلنا بسكوتك اليوم، فسكت طويلا، ثمّ لم يصبر فقال: بنيت في القرية برجا ارتفاعه ألف خطوة، فأومأ إليه حاجبه أن اسكت، فقال له الرّسول: في عرض كم؟ قال: في عرض خطوة، فقال له الرّسول: ما كان ارتفاعه ألف خطوة لا يكفي عرضه خطوة قال: أردت أن أزيد فيه فمنعني هذا الواقف» ) * «٨» .

٢٦-* (قال بعض الحكماء: «من أخلاق


(١) المرجع السابق (١٠٧) .
(٢) المرجع السابق (١٠٦) .
(٣) المستطرف (١/ ٢٧) .
(٤) المرجع السابق (١/ ٢٥) .
(٥) المرجع السابق (١/ ٢٧) .
(٦) أخبار الحمقى (٩٩) .
(٧) المرجع السابق (٤٣) .
(٨) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.