للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٢- قال أبو حاتم بن حيّان الحافظ: «علامة الحمق سرعة الجواب، وترك التّثبّت، والإفراط في الضّحك، وكثرة الالتفات، والوقيعة في الأخيار، والاختلاط بالأشرار، والأحمق إن أعرضت عنه أعتم «١» . وإن أقبلت عليه اغترّ، وإن حلمت عنه جهل عليك، وإن أحسنت إليه أساء إليك.

ويظلمك إن أنصفته» ) * «٢» .

١٣-* (يروى عن الأحنف بن قيس أنّه قال: «قال الخليل بن أحمد: النّاس أربعة: رجل يدري ويدري أنّه يدري، فذاك عالم فخذوا عنه، ورجل يدري وهو لا يدري أنّه يدري، فذاك ناس فذكّروه، ورجل لا يدري وهو يدري أنّه لا يدري فذاك طالب فعلّموه، ورجل لا يدري ولا يدري أنّه لا يدري فذاك أحمق فارفضوه» ) * «٣» .

١٤-* (عن أبي إسحاق؛ قال: «إذا بلغك أنّ غنيّا افتقر فصدّق، وإذا بلغك أنّ فقيرا استغنى فصدّق، وإذا بلغك أنّ حيّا مات فصدّق، وإذا بلغك أنّ أحمق استفاد عقلا فلا تصدّق» ) * «٤» .

١٥-* (قيل لإبراهيم النّظّام: ما حدّ الحمق؟

فقال: سألتني عمّا ليس له حدّ» ) * «٥» .

١٦-* (عن الأوزاعيّ أنّه قال: «بلغني أنّه قيل لعيسى ابن مريم عليهما السّلام: يا روح الله إنّك تحيي الموتى؟ قال: نعم. بإذن الله. قيل: وتبرأ الأكمه؟

قال: نعم. بإذن الله. قيل: فما دواء الحمق؟ قال: هذا الّذي أعياني» ) * «٦» .

١٧-* (وقد نظم هذا المعنى بعضهم فقال:

لكلّ داء دواء يستطبّ به ... إلّا الحماقة أعيت من يداويها

) * «٧» .

١٨-* (روى أبو الحسن محمّد بن هلال الصّابيء قال: «خرج قوم من الدّيلم إلى إقطاعهم فظفروا باللّصّ المعروف بالعراقيّ فحملوه إلى الوزير أبي عبد الله المهلّبيّ، فأمر بإحضار أبي الحسين أحمد بن محمّد القزوينيّ الكاتب، وكان ينظر في شرطة بغداد فقال له الوزير: هذا اللّصّ العيّار العراقيّ الّذي عجزتم عن أخذه فخذه واكتب خطّك بتسليمه، فقال: السّمع والطّاعة إلى ما يأمر به الوزير ولكنّك تقول ثلاثة وهذا واحد، فكيف أكتب خطّي بتسليم ثلاثة؟ فقال: يا هذا، هذا العدد صفة لهذا الواحد، فكتب يقول: أحمد بن محمّد القزوينيّ الكاتب.

تسلّمت من حضرة الوزير اللّصّ العيّار العراقيّ ثلاثة وهم واحد رجل، وكتب بخطّه في التّاريخ، فضحك الوزير وقال لنصرانيّ هناك: قد صحّح القزوينيّ مذهبكم في تسليم هذا اللّصّ» ) * «٨» .

١٩-* (عن عبد الله بن إبراهيم الموصليّ قال:


(١) أعتم: بمعنى عبس.
(٢) أخبار الحمقى (٣٥) .
(٣) المرجع السابق (٣٦) .
(٤) أخبار الحمقى (٢٣) .
(٥) المرجع السابق (٢٥) .
(٦) المرجع السابق (٢٣) .
(٧) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(٨) المرجع السابق (٩٨) .