للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مالا، فهو صادق النّيّة يقول: لو أنّ لي مالا لعملت بعمل فلان فهو نيّته فأجرهما سواء. وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما، فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتّقي فيه ربّه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقّا، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول: لو أنّ لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو نيّته فوزرهما سواء» ) * «١» .

١٠-* (عن رافع بن خديج- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ثمن الكلب خبيث، ومهر البغيّ خبيث، وكسب الحجّام خبيث» ) * «٢» .

١١-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- أنّه قال: لم نعد أن فتحت خيبر. فوقعنا أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في تلك البقلة. الثّوم. والنّاس جياع. فأكلنا منها أكلا شديدا. ثمّ رحنا إلى المسجد فوجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الرّيح. فقال: «من أكل من هذه الشّجرة الخبيثة شيئا فلا يقربنّا في المسجد» ، فقال النّاس: حرّمت حرّمت. فبلغ ذاك النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال:

«أيّها النّاس إنّه ليس بي تحريم ما أحلّ الله لي، ولكنّها شجرة أكره ريحها» ) * «٣» .

١٢-* (عن زينب بنت جحش- رضي الله عنها- أنّها قالت: استيقظ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من النّوم محمرّا وجهه، وهو يقول: «لا إله إلّا الله، ويل للعرب من شرّ قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج، مثل هذه» وعقد سفيان تسعين أو مائة. قيل: أنهلك وفينا الصّالحون؟ قال: «نعم. إذا كثر الخبث» ) * «٤» .

١٣-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّه قال: لمّا قدم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا فأنزل الله سبحانه وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ فأحسنوا الكيل بعد ذلك) * «٥» .

١٤-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ قال: «الميّت تحضره الملائكة. فإذا كان الرّجل صالحا، قالوا: اخرجي أيّتها النّفس الطّيّبة.

كانت في الجسد الطّيّب. اخرجي حميدة، وأبشري بروح «٦» وريحان «٧» وربّ غير غضبان. فلا يزال يقال لها، حتّى تخرج. ثمّ يعرج بها إلى السّماء. فيفتح لها.

فيقال: من هذا؟ فيقولون فلان. فيقال: مرحبا بالنّفس الطّيّبة، كانت في الجسد الطّيّب. ادخلي حميدة، وأبشري بروح وريحان وربّ غير غضبان. فلا يزال يقال لها ذلك حتّى ينتهى بها إلى السّماء الّتي فيها الله عزّ وجلّ. وإذا كان الرّجل السّوء قال: اخرجي أيّتها النّفس الخبيثة، كانت في الجسد الخبيث. اخرجي


(١) الترمذي (٢٣٢٥) وقال: حسن صحيح. أحمد- المسند (٤/ ٢٣١) ، والمنذري في لا ترغيب (١/ ٥٨) وقال: إسناده صحيح.
(٢) مسلم (١٥٦٨) وخرجاه من حديث أبي مسعود الأنصاري بمعناه.
(٣) مسلم (٥٦٥) .
(٤) البخاري- الفتح ١٣ (٧٠٥٩) واللفظ له، ومسلم (٢٢٨٠) .
(٥) ابن ماجة (٢٢٢٣) واللفظ له، وقال في الزوائد: إسناده صحيح. والحاكم (٢/ ٣٣) وقال: صحيح ووافقه الذهبي. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (٢/ ٥٦٧) وعزاه لابن ماجة وابن حبان والبيهقي.
(٦) روح: أي رحمة.
(٧) ريحان: أي طيب.