للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقام أحدهم يتملّقني ويتلو آياتي. ورجل كان في سريّة فلقي العدوّ فهزموا وأقبل بصدره حتّى يقتل أو يفتح له. والثّلاثة الّذين يبغضهم الله: الشّيخ الزّاني، والفقير المختال، والغنيّ الظّلوم» ) * «١» .

١١-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- أنّه قال: جاءت أميمة بنت رقيقة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تبايعه على الإسلام. فقال: «أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئا، ولا تسرقي، ولا تزني، ولا تقتلي ولدك، ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك، ولا تنوحي، ولا تبرّجي تبرّج الجاهليّة الأولى» ) * «٢» .

١٢-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: خسفت الشّمس في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ...

الحديث، وفيه قال: «إنّ الشّمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبّروا وصلّوا، وتصدّقوا. ثمّ قال: يا أمّة محمّد. والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته. يا أمّة محمّد. لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا» ) * «٣» .

١٣-* (عن جابر بن سمرة- رضي الله عنهما- أنّه قال: رأيت ما عز بن مالك حين جيء به إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، رجل قصير أعضل «٤» ليس عليه رداء.

فشهد على نفسه أربع مرّات أنّه زنى. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «فلعلّك» ؟ قال: لا، والله إنّه قد زنى الأخر «٥» . قال: فرجمه. ثمّ خطب فقال: «ألا كلّما نفرنا غازين في سبيل الله خلف أحدهم له نبيب كنبيب التّيس «٦» ، يمنح أحدهم الكثبة «٧» ، أما والله إن يمكنّي من أحدهم لأنكّلنّه عنه» «٨» ) * «٩» .

١٤-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «قال رجل لأتصدقنّ اللّيلة بصدقة.

فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية، فأصبحوا يتحدّثون: تصدّق اللّيلة على زانية. قال: اللهمّ لك الحمد على زانية. لأتصدقنّ بصدقة. فخرج بصدقته فوضعها في يد غنيّ. فأصبحوا يتحدّثون: تصدّق على


(١) الترمذي (٢٥٦٨) واللفظ له وقال: هذا حديث صحيح. النسائي (٥/ ٨٤) . أحمد (٥/ ١٥٣) . وهو في المشكاة حديث (١٩٢٢) . وقال الأرناؤوط في تعليقه على «جامع الأصول» (٩/ ٥٦٤) : وهو حديث حسن.
(٢) أحمد (٢/ ١٩٦) رقم (٦٨٦٢) . وذكره الشيخ أحمد شاكر في نسخته وقال: إسناده صحيح (١١/ ٧٥) برقم (٦٨٥٠) . ونحوه عند الترمذي من حديث أميمة (١٥٩٧) . وقال: حديث حسن صحيح. وكذا النسائي (٧/ ١٤٩) وقال الألباني: صحيح (٣/ ٨٧٦) (٣٨٩٧) . والموطأ (٩٨٢ و٩٨٣) . وذكره ابن كثير في تفسيره (٤/ ٣٥٢) وقال: هذا إسناد صحيح.
(٣) البخاري- الفتح ٢ (١٠٤٤) واللفظ له. ومسلم (٩٠١) .
(٤) أعضل: أي شديد الخلق ورجل قصير خبر مبتدأ محذوف، والتقدير هو رجل قصير أعضل.
(٥) الأخر: معناه الأرذل والأبعد والأدنى، وقيل: اللئيم. وقيل: الشقى.
(٦) نبيب التيس: صوت يصدره التيس عند السفاد.
(٧) الكثبة: القليل من اللبن وغيره. ومفعول «يمنح» محذوف. أي إحداهن، والمراد: إحدى النساء المغيبات أي اللاتي غاب عنهن أزواجهن.
(٨) لأنكلنه عنه: أي لأمنعنه عن ذلك بعقوبة. وفي الصحاح: نكله به تنكيلا أي جعله نكالا وعبرة لغيره.
(٩) مسلم (١٦٩٢) . ورواه البخاري من رواية جماعة من الصحابة في كتاب الحدود: البخاري- الفتح ١٢ (٦٨٢٤) .