للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غنيّ. قال: اللهمّ لك الحمد على غنيّ؛ لأتصدّقنّ بصدقة. فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق.

فأصبحوا يتحدّثون: تصدّق على سارق. فقال: اللهمّ لك الحمد على زانية وعلى غنيّ وعلى سارق. فأتي فقيل له: أمّا صدقتك فقد قبلت. أمّا الزّانية فلعلّها تستعفّ بها عن زناها، ولعلّ الغنيّ يعتبر فينفق ممّا أعطاه الله.

ولعلّ السّارق يستعفّ بها عن سرقته» ) * «١» .

١٥-* (عن سمرة بن جندب- رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعني ممّا يكثر أن يقول لأصحابه: «هل رأى أحد منكم من رؤيا؟» قال فيقصّ عليه ما شاء الله أن يقصّ، وإنّه قال لنا ذات غداة: «إنّه أتاني اللّيلة آتيان، وإنّهما ابتعثاني، وإنّهما قالا لي: انطلق، وإنّي انطلقت معهما، وإنّا أتينا على رجل مضطجع، ... الحديث وفيه: وأمّا الرّجال والنّساء العراة الّذين في مثل بناء التّنّور فهم الزّناة والزّواني. وأمّا الرّجل الّذي أتيت عليه يسبح في النّهر ويلقم الحجر فإنّه آكل الرّبا. وأمّا الرّجل الكريه المرآة الّذي عند النّار يحشّها «٢» ويسعى حولها، فإنّه مالك خازن جهنّم. وأمّا الرّجل الطّويل الّذي في الرّوضة فإنّه إبراهيم صلّى الله عليه وسلّم: وأمّا الولدان الّذين حوله فكلّ مولود مات على الفطرة» قال: فقال بعض المسلمين:

يا رسول الله وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

«وأولاد المشركين. وأمّا القوم الّذين كانوا شطر منهم حسن وشطر قبيح فإنّهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيّئا. تجاوز الله عنهم» ) * «٣» .

١٦-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «كتب على ابن آدم نصيبه من الزّنى مدرك ذلك لا محالة. فالعينان زناهما النّظر.

والأذنان زناهما الاستماع. واللّسان زناه الكلام، واليد زناها البطش. والرّجل زناها الخطا. والقلب يهوى ويتمنّى، ويصدّق ذلك الفرج ويكذّبه» ) * «٤» .

١٧-* (عن أبي هريرة- وزيد بن خالد- رضي الله عنهما- قالا: كنّا عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقام رجل فقال: أنشدك الله إلّا ما قضيت بيننا بكتاب الله، فقام خصمه وكان أفقه منه فقال: اقض بيننا بكتاب الله وائذن لي. قال: قل: قال: إنّ ابني هذا كان عسيفا «٥» على هذا، فزنى بامرأته، فافتديت منه بمائة شاة وخادم، ثمّ سألت رجالا من أهل العلم، فأخبروني أنّ على ابني جلد مائة وتغريب عام، وعلى امرأته الرّجم. فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «والّذي نفسي بيده لأقضينّ بينكما بكتاب الله جلّ ذكره، المائة شاة والخادم ردّ، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، واغد يا أنيس


(١) البخاري- الفتح ٣ (١٤٢١) . ومسلم (١٠٢٢) واللفظ له.
(٢) يحشها: يوقدها من قولهم حشّ النار أوقدها.
(٣) البخاري- الفتح ١٢ (٧٠٤٧) واللفظ له. ومسلم (٢٢٧٥) مختصرا.
(٤) البخاري- الفتح ١٢ (٦٦١٢) . ومسلم (٢٦٥٧) واللفظ له.
(٥) العسيف: الأجير وجمعه عسفاء.