للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وضع في قبره أتاه ملك فيقول له: ما كنت تعبد؟ فإن الله هداه قال: كنت أعبد الله، فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرّجل؟ فيقول: هو عبد الله ورسوله، فما يسأل عن شيء غيرها، فينطلق به إلى بيت كان له في النّار فيقال له: هذا بيتك كان لك في النّار ولكنّ الله عصمك ورحمك فأبدلك به بيتا في الجنّة، فيقول:

دعوني حتّى أذهب فأبشّر أهلي، فيقال له: اسكن، وإنّ الكافر إذا وضع في قبره أتاه ملك فينتهره فيقول له: ما كنت تعبد؟ فيقول: لا أدري، فيقال له: لا دريت ولا تليت، فيقال له: فما كنت تقول في هذا الرّجل؟ فيقول: كنت أقول ما يقول النّاس، فيضربه بمطراق من حديد بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها الخلق غير الثّقلين» ) * «١» .

٣١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «حين أسري بي لقيت موسى- عليه السّلام- (فنعته النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم) فإذا رجل (حسبته قال) مضطرب. رجل الرّأس. كأنّه من رجال شنوءة.

قال، ولقيت عيسى (فنعته النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم) فإذا ربعة أحمر كأنّما خرج من ديماس «٢» » (يعني حمّاما) قال، ورأيت إبراهيم صلوات الله عليه. وأنا أشبه ولده به.

قال: فأتيت بإناءين، في أحدهما لبن وفي الآخر خمر، فقيل لي: خذ أيّهما شئت. فأخذت اللّبن فشربته.

فقال: هديت الفطرة، أو أصبت الفطرة، أما إنّك لو أخذت الخمر غوت أمّتك» ) * «٣» .

٣٢-* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- قال: زوّجني أبي امرأة من قريش، فلمّا دخلت عليّ جعلت لا أنحاش لها، ممّا بي من القوّة على العبادة: من الصّوم والصّلاة فجاء عمرو بن العاص إلى كنّته، حتّى دخل عليها، فقال لها: كيف وجدت بعلك؟ قالت: خير الرّجال، أو كخير البعولة من رجل لم يفتّش لنا كنفا، ولم يعرف لنا فراشا. فأقبل عليّ، فعذمني، وعضّني بلسانه فقال: أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب، فعضلتها، وفعلت وفعلت، ثمّ انطلق إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فشكاني، فأرسل إليّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأتيته، فقال لي: «أتصوم النّهار؟» قلت: نعم، قال:

«وتقوم اللّيل؟» قلت: نعم، قال: «لكنّي أصوم وأفطر، وأصلّي وأنام، وأمسّ النّساء، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي» ، قال: «اقرإ القرآن في كلّ شهر» ، قلت: إنّي أجدني أقوى من ذلك، قال: «فاقرأه في كلّ عشرة أيّام» ، قلت: إنّي أجدني أقوى من ذلك، قال:

«فاقرأه في كلّ ثلاث» ، قال: ثمّ قال: «صم في كلّ شهر ثلاثة أيّام» ، قلت: إنّي أجدني أقوى من ذلك، قال: فلم يزل يرفعني حتّى قال: «صم يوما وأفطر يوما، فإنّه أفضل الصّيام، وهو صيام أخي داود» ثمّ


(١) أبو داود (٤/ ٤٧٥٠) واللفظ له. ذكره الألباني في الصحيحة (ح ١٣٤٤) وقال: أخرجه أحمد (٣/ ٣٣١) . وهذا إسناد جيد رجاله رجال الصحيح. وأخرجه في صحيح أبي داود (ح ٣٩٧٧) وقال عنه: صحيح.
(٢) فإذا ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس: أما الربعة. فيقال: رجل ربعة ومربوع، أي بين الطويل والقصير. وأما الديماس: فقال الجوهري في صحاحه في هذا الحديث: قوله خرج من كنّ، لأنه قال في وصفه: كأن رأسه يقطر ماء.
(٣) البخاري- الفتح ٦ (٣٤٣٧) ، ومسلم (١٦٨) واللفظ له.