للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تدخلوا مساكن الّذين ظلموا إلّا أن تكونوا باكين أن يصيبكم ما أصابهم» ثمّ تقنّع «١» بردائه وهو على الرّحل» ) * «٢» .

١٢-* (عن هشام بن عروة عن أبيه- رضي الله عنهما- أنّ أروى بنت أويس ادّعت على سعيد بن زيد أنّه أخذ شيئا من أرضها فخاصمته إلى مروان بن الحكم. فقال سعيد: أنا كنت آخذ من أرضها شيئا بعد الّذي سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: وما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من أخذ شبرا من الأرض ظلما طوّقه إلى سبع أرضين» . فقال له مروان: لا أسألك بيّنة بعد هذا.

فقال: اللهمّ إن كانت كاذبة فعمّ بصرها واقتلها في أرضها. فما ماتت حتّى ذهب بصرها. ثمّ بينا هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت) * «٣» .

١٣-* (عن عبّاس بن مرداس السّلميّ- رضي الله عنه- قال: إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم دعا لأمّته عشيّة عرفة بالمغفرة، فأجيب، إنّي قد غفرت لهم، ما خلا الظّالم. فإنّي آخذ للمظلوم منه قال: أي ربّ إن شئت أعطيت المظلوم من الجنّة، وغفرت للظّالم. فلم يجب عشيّته، فلمّا أصبح بالمزدلفة أعاد الدّعاء، فأجيب إلى ما سأل. قال: فضحك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أو قال: تبسّم.

فقال له أبو بكر وعمر: بأبي أنت وأمّي إنّ هذه لساعة ما كنت تضحك فيها فما الّذي أضحكك؟ أضحك الله سنّك. قال: «إنّ عدوّ الله إبليس لمّا علم أنّ الله- عزّ وجلّ- قد استجاب دعائي، وغفر لأمّتي أخذ التراب فجعل يحثوه على رأسه ويدعو بالويل والثّبور فأضحكني ما رأيت من جزعه» ) * «٤» .

١٤-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال لكعب بن عجرة أعاذك الله من إمارة السّفهاء. قال: وما إمارة السّفهاء؟ قال:

«أمراء يكونون بعدي لا يهتدون بهديي ولا يستنّون بسنّتي، فمن صدّقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا منّي ولست منهم ولا يردون عليّ الحوض، ومن لم يصدّقهم بكذبهم ولم يعنهم على


(١) التقنع: تغطية الوجه، الرحل: ما يركب من الدواب.
(٢) البخاري- الفتح ٦ (٣٣٨٠) ، واللفظ له. ومسلم (٢٩٨٠) .
(٣) البخاري- الفتح ٥ (٢٤٥٢) بدون القصة. ومسلم (٢٦١٠) واللفظ له.
(٤) ابن ماجة (٣٠١٣) واللفظ له وأحمد (٤/ ١٤، ١٥) . وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (٢/ ٢٠٢، ٢٠٣) . وعزاه الحافظ ابن حجر في قوة الحجاج لعموم مغفرة الحجاج الى البيهقي في السنن الكبرى ونقل قوله: هذا الحديث له شواهد كثيرة في كتاب (البعث) فإن صح بشواهده ففيه الحجة (٢٤٢١) . وكذلك عزاه الحافظ للمقدسي في المختارة، وقال له شواهد من حديث عبادة بن الصامت (عند عبد الرزاق والطبراني في المعجم الكبير) وأنس بن مالك عند أبي يعلى في مسنده وأحمد بن منيع في مسنده وعبد الله بن عمر عند ابن جرير في تفسير قوله تعالى وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ* وعند أبي نعيم في الحلية وابن حبان في الضعفاء. وأبي هريرة عند ابن حبان في الضعفاء والدارقطني في (غرائب مالك) مما ليس في الموطأ ثم قال الحافظ: والحديث وإن كان ضعيفا لكن يعتضد بكثرة طرقه، والحديث يدخل في حد الحسن على رأي الترمذي ولا سيما بالنظر الى مجموع هذه الطرق وقد ورد ما في الحديث في أحاديث أخر بعضها في الصحيح.