للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فنحّتها عنها وقالت: لعمري لأنت اليوم أقدر منك يومئذ، فقام وهو يقول بصوت حزين: يا فاطمة إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يوم عظيم. فبكت فاطمة وقالت: اللهمّ أعذه من النّار» ) * «١» .

٣٠-* (عن الفضيل بن عياض قال: «أوحى الله إلى بعض الأنبياء: إذا عصاني من يعرفني سلّطت عليه من لا يعرفني» ) * «٢» .

٣١-* (قال ابن السمّاك الواعظ:

يا مدمن الذّنب أما تستحي ... والله في الخلوة ثانيكا؟

أغرّك من ربّك إمهاله ... وستره طول مساويكا؟

٣٢-* (قال أبو عمران السّلميّ منشدا:

وإنّي لآتي الذّنب أعرف قدره ... وأعلم أنّ الله يعفو ويغفر

لئن عظّم النّاس الذّنوب فإنّها ... وإن عظمت في رحمة الله تصغر

«٣»

٣٣-* (عن العبّاس العمّيّ- رحمه الله- قال: «بلغني أنّ داود عليه السّلام قال: سبحانك تعاليت فوق عرشك، وجعلت خشيتك على من في السّماوات والأرض، فأقرب خلقك إليك أشدّهم لك خشية، وما علم من لم يخشك، وما حكمة من لم يطع أمرك؟» ) * «٤» .

٣٤-* (قال الشّافعيّ- رحمه الله-:

تعصي الإله وأنت تظهر حبّه ... هذا وربّي في القياس بديع

لو كان حبّك صادقا لأطعته ... إنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع

) *.

٣٥-* (قال محمود الورّاق:

هذا الدّليل لمن أرا وأراد ... دغنى يدوم بغير مال

عزّا لم توطّ ... ده العشائر بالقتال

ومهابة من غير سل ... طان وجاها فى الرّجال

فليعتصم بدخوله ... في عزّ طاعة ذي الجلال

وخروجه من ذلّة العاصي له في كلّ حال) * «٥» .

٣٦-* (قال إبراهيم الألبيريّ:

ونفسك ذمّ لا تذمم سواها ... لعيب فهي أجدر من ذممتا

فأنت أحقّ بالتّفنيد منّي ... ولو كنت اللّبيب لما نطقتا

ولو بكت الدّما عيناك خوفا ... لذنبك لم أقل لك قد أمنتا

ومن لك بالأمان وأنت عبد ... أمرت فما ائتمرت ولا أطعتا

ثقلت من الذّنوب ولست تخشى ... لجهلك أن تخفّ إذا وزنتا

«٦»

٣٧-* (قال شيخ الإسلام ابن تيميّة: لفظ


(١) سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي (١٦٤) .
(٢) الجواب الكافي (٦٨) .
(٣) حسن الظن لابن أبي الدنيا (١٠٦) .
(٤) الدر المنثور للسيوطي (٧/ ٢١) .
(٥) الآداب الشرعية لابن مفلح (١/ ١٥٣) .
(٦) ديوان الألبيري (٢٠) .