للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما كانوا بأحضر لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم منّي ولا أعلم بحديثه منّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يقول: «ما بين خلق آدم إلى قيام السّاعة خلق أكبر من الدّجّال» ) * «١» .

١٢-* (عن عوف بن مالك- رضي الله عنه- قال: أتيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في غزوة تبوك- وهو في قبّة من أدم- فقال: «اعدد ستّا بين يدي السّاعة: موتي، ثمّ فتح بيت المقدس، ثمّ موتان يأخذ فيكم كعقاص «٢» الغنم، ثمّ استفاضة المال حتّى يعطى الرّجل مائة دينار فيظلّ ساخطا، ثمّ فتنة لا يبقى بيت من العرب إلّا دخلته، ثمّ هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كلّ غاية اثنا عشر ألفا» ) * «٣» .

١٣-* (عن محمود بن لبيد- رضي الله عنه- قال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «اثنان يكرههما ابن آدم، يكره الموت، والموت خير للمؤمن من الفتنة، ويكره قلّة المال، وقلّة المال أقلّ للحساب» ) * «٤» .

١٤-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: لم أعقل أبويّ قطّ إلّا وهما يدينان الدّين، ولم يمرّ علينا يوم إلّا يأتينا فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طرفي النّهار بكرة وعشيّة. فلمّا ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا قبل الحبشة حتّى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدّغنة، وهو سيّد القارّة، فقال: أين تريد يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر: أخرجني قومي، فأنا أريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربّي، قال ابن الدّغنة: إنّ مثلك لا يخرج ولا يخرج، فإنّك تكسب المعدوم، وتصل الرّحم، وتحمل الكلّ، وتقري الضّيف، وتعين على نوائب الحقّ، وأنا لك جار. فارجع فاعبد ربّك ببلادك.

فارتحل ابن الدّغنة فرجع مع أبي بكر فطاف في أشراف كفّار قريش فقال لهم: إنّ أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج، أتخرجون رجلا يكسب المعدوم، ويصل الرّحم، ويحمل الكلّ، ويقري الضّيف، ويعين على نوائب الحقّ؟ فأنفذت قريش جوار ابن الدّغنة، وآمنوا أبا بكر، وقالوا لابن الدّغنة: مر أبا بكر فليعبد ربّه في داره، فليصلّ وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك،


(١) مسلم (٢٩٤٦) ، والحديث رواه أبو عمر والبراني في كتاب السنن الواردة في الفتن وغوائلها بلفظ: «ما بين خلق آدم إلى قيام السّاعة فتنة أكبر من الدّجّال، قد أكل الطّعام، ومشى في الأسواق» (١/ ٢٢٦) / ٢٥.
(٢) كعقاص الغنم: هو داء يأخذ الدواب فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجأة. كذا قاله ابن حجر بتقديم العين مضمومة علي القاف، قال المحقق: والذي في نسخ البخاري بتقديم القاف علي العين. انظر هامش ١ من فتح الباري (٦/ ٣٢١) .
(٣) البخاري- الفتح ٦ (٣١٧٦) .
(٤) أحمد (٥/ ٤٢٧- ٤٢٨) ، والبغوي في شرح السنة (١٤/ ٢٦٧) / ٤٠٦٦، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (٤/ ١٥١) ، وأورده الألباني في الصحيحة (٢/ ٤٧١) / ٨١٣، وقال: إسناده جيد، ورجاله ثقات رجال الشيخين.