للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكافر والمنافقون فيقول الأشهاد: هؤلاء الّذين كذبوا على ربّهم، ألا لعنة الله على الظّالمين» ) * «١» .

١٦-* (عن المسور بن مخرمة ومروان- رضي الله عنهما- قالا: في حديث صلح الحديبية المشهور: لمّا جاء سهيل بن عمرو. قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «قد سهل لكم من أمركم. قال معمر قال الزّهريّ في حديثه: فجاء سهيل بن عمرو فقال: هات اكتب بيننا وبينكم كتابا.

فدعا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الكاتب فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «بسم الله الرّحمن الرّحيم» فقال سهيل: أمّا «الرّحمن» فو الله ما أدري ما هي؟ ولكن اكتب «باسمك اللهمّ كما كنت تكتب، فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلّا «بسم الله الرّحمن الرّحيم» . فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «اكتب باسمك اللهمّ» . ثمّ قال: «هذا ما قاضى عليه محمّد رسول الله» فقال سهيل: والله لو كنّا نعلم أنّك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك، ولكن اكتب: «محمّد ابن عبد الله» ، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «والله إنّي لرسول الله

وإن كذّبتموني، اكتب «محمّد بن عبد الله» . قال الزّهريّ: وذلك لقوله: «لا يسألونني خطّة يعظّمون فيها حرمات الله إلّا أعطيتهم إيّاها» ... الحديث) * «٢» .

١٧-* (عن عبد الله بن الزّبير- رضي الله عنهما- قال: قلت للزّبير: إنّي لا أسمعك تحدّث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كما يحدّث فلان وفلان. قال: «أما إنّي لم أفارقه، ولكن سمعته يقول: من كذب عليّ فليتبوّأ مقعده من النّار» ) * «٣» .

١٨-* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فقال: يا قوم إنّي رأيت الجيش بعينيّ، وإنّي أنا النّذير العريان، فالنّجاء. فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا، وكذّبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبّحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم. فذلك مثل من أطاعني فاتّبع ما جئت به، ومثل من عصاني وكذّب بما جئت به من الحقّ» ) * «٤» .

١٩-* (عن حكيم بن حزام- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «البيّعان بالخيار ما لم يتفرّقا- أو قال: حتّى يتفرّقا فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما» ) * «٥» .

٢٠-* (عن عقبة بن الحارث- رضي الله عنه قال: تزوّجت امرأة فجاءتنا امرأة سوداء فقالت:

أرضعتكما، فأتيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: تزوّجت فلانة بنت فلان فجاءتنا امرأة سوداء فقالت لي: إنّي قد أرضعتكما- وهي كاذبة «٦» - فأعرض عنّي، فأتيته من قبل وجهه قلت: إنّها كاذبة. قال: «كيف بها وقد زعمت أنّها قد أرضعتكما؟ دعها عنك» ) «٧» .


(١) البخاري- الفتح ٥ (٢٤٤١) واللفظ له، ومسلم (٢٧٦٨) .
(٢) البخاري- الفتح ٥ (٢٧٣١، ٢٧٣٢) ، وله أصل عند مسلم ٣ (١٧٨٣) من حديث البراء.
(٣) البخاري- الفتح ١ (١٠٧) .
(٤) البخاري- الفتح ١٣ (٧٢٨٣) .
(٥) البخاري- الفتح ٤ (٢٠٧٩) واللفظ له، ومسلم (١٥٣٢) .
(٦) كاذبة: بمعنى مخطئة.
(٧) البخاري- الفتح ٩ (٥١٠٤) .