للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا يزكّيهم (قال أبو معاوية: ولا ينظر إليهم) ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذّاب، وعائل مستكبر» ) * «١» .

٢٢-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم: رجل حلف على سلعة لقد أعطي بها أكثر ممّا أعطي وهو كاذب، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال رجل مسلم، ورجل منع فضل مائه. فيقول الله: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك» ) * «٢» .

٢٣-* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم» قال فقرأها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (ثلاث مرار) . قال أبو ذرّ: خابوا وخسروا. من هم يا رسول الله؟ قال:" المسبل «٣» والمنّان «٤» والمنفق سلعته بالحلف الكاذب» ) «٥» .

٢٤-* (عن أبي الحوراء السّعديّ قال: قلت للحسن بن عليّ: ما حفظت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال:

حفظت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «دع ما يريبك «٦» إلى ما لا يريبك، فإنّ الصّدق طمأنينة وإنّ الكذب ريبة» ) «٧» .

٢٥-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «رأى عيسى ابن مريم رجلا يسرق، فقال له: أسرقت؟ قال: كلّا، والله الّذي لا إله إلّا هو.

فقال عيسى: آمنت بالله، وكذّبت عيني» ) * «٨» .

٢٦-* (عن سعيد بن جبير- رضي الله عنه- قال: سئلت عن المتلاعنين في إمرة مصعب. أيفرّق بينهما؟ قال فما دريت ما أقول: فمضيت إلى منزل ابن عمر بمكّة. فقلت للغلام: استأذن لي. قال: إنّه قائل «٩» . فسمع صوتي. قال: ابن جبير؟ قلت: نعم.

قال: ادخل. فو الله ما جاء بك هذه السّاعة إلّا حاجة.

فدخلت. فإذا هو مفترش بردعة. متوسّد وسادة حشوها ليف. قلت: أبا عبد الرّحمن! المتلاعنان أيفرّق بينهما؟ قال: سبحان الله! نعم. إنّ أوّل من سأل عن ذلك فلان بن فلان. قال: يا رسول الله أرأيت أن لو وجد أحدنا امرأته على فاحشة كيف يصنع؟ إن تكلّم تكلّم بأمر عظيم، وإن سكت سكت على مثل ذلك.

قال: فسكت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلم يجبه. فلمّا كان بعد ذلك أتاه فقال: إنّ الّذي سألتك عنه قد ابتليت به. فأنزل


(١) مسلم (١٠٧) .
(٢) البخاري- الفتح ٥ (٢٣٦٩) واللفظ له، ومسلم ١ (١٠٨) .
(٣) المسبل: الذي يرخي إزاره ويجره خيلاء.
(٤) والمنان: الذي يعطي الحاجة لأخيه ويشهر به أمام الناس ليمن عليه.
(٥) مسلم (١٠٦) .
(٦) يريبك: من الريب وهو الشك والتهمة.
(٧) رواه الترمذي (٢٥١٨) واللفظ له وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي (٨/ ٣٢٧، ٣٢٨) وقال محقق جامع الأصول: إسناده صحيح.
(٨) البخاري- الفتح ٦ (٣٤٤٤) واللفظ له، ومسلم (٢٣٦٨) وعنده «نفسي» «بدل: عيني» .
(٩) قائل: أي نائم في وقت القيلولة وهو وقت الظهيرة.