للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله عزّ وجلّ هؤلاء الآيات في سورة النّور: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ (٢٤/ النور/ ٦- ٩) فتلاهنّ عليه ووعظه وذكّره. وأخبره أنّ عذاب الدّنيا أهون من عذاب الآخرة. قال: لا، والّذي بعثك بالحقّ ما كذبت عليها. ثمّ دعاها فوعظها وذكّرها وأخبرها أنّ عذاب الدّنيا أهون من عذاب الآخرة. قالت: لا. والّذي بعثك بالحقّ إنّه لكاذب. فبدأ بالرّجل فشهد أربع شهادات بالله إنّه لمن الكاذبين. والخامسة أنّ غضب الله عليها إن كان من الصّادقين. ثمّ فرّق بينهما» ) * «١» .

٢٧-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: عليكم بالصّدق، فإنّ الصّدق يهدي إلى البرّ، وإنّ البرّ يهدي إلى الجنّة، وما يزال الرّجل يصدق ويتحرّى الصّدق حتّى يكتب عند الله صدّيقا. وإيّاكم والكذب، فإنّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنّ الفجور يهدي إلى النّار، وما يزال الرّجل يكذب ويتحرّى الكذب حتّى يكتب عند الله كذّابا» ) * «٢» .

٢٨-* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «في ثقيف كذّاب ومبير» ) * «٣» .

٢٩-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «قال الله كذّبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك. فأمّا تكذيبه إيّاي فزعم أنّي لا أقدر أن أعيده كما كان. وأمّا شتمه إيّاي فقوله لي ولد، فسبحاني أن أتّخذ صاحبة أو ولدا» ) * «٤» .

٣٠-* (عن سعيد بن جبير؛ قال: قلت لابن عمر: رجل قذف امرأته. فقال: فرّق النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بين أخوي بني العجلان. وقال: الله يعلم أنّ أحدكما لكاذب، فهل منكما تائب؟ فأبيا، وقال: الله يعلم أنّ أحدكما كاذب، فهل منكما تائب؟ فأبيا، فقال: الله يعلم أنّ أحدكما لكاذب فهل منكما تائب؟ فأبيا. ففرّق بينهما» ) .

قال أيّوب: فقال لي عمرو بن دينار: إنّ في الحديث شيئا لا أراك تحدّثه. قال: قال الرّجل: مالي؟

قال قيل: لا مال لك. إن كنت صادقا فقد دخلت بها، وإن كنت كاذبا فهو أبعد منك «٥» .

٣١-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت:

كان على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثوبان قطريّان غليظان، فكان


(١) البخاري- الفتح ٨ (٤٧٤٥) ، ومسلم (١٤٩٣) واللفظ له.
(٢) البخاري- الفتح ١٠ (٦٠٩٤) ، ومسلم (٢٦٠٧) واللفظ له.
(٣) مسلم (٢٥٤٥) ، والترمذي (٣٩٤٤) ، قال: يقال الكذاب المختار بن أبي عبيد الثقفي والمبير بمعنى المهلك- هو الحجاج بن يوسف. وقال: في الباب عن أسماء بنت أبي بكر. وهذا حديث حسن غريب، وقال محقق جامع الأصول (١٠/ ٩٩) : هو حديث صحيح.
(٤) البخاري- الفتح ٨ (٤٤٨٢) .
(٥) البخاري الفتح ٩ (٥٣١١) واللفظ له، ومسلم (١٤٩٣) وقد تقدم معظمه من قبل.