أضفى الله تعالى على بني إسرائيل الآلاءَ السابقة، وقابلوها بالكفر، حتى عيدوا العجل.
ودعاهم إلى التوبة: بالندم وكف نفوسهم عن أهوائها وشهواتها، فلما تابوا قبل توبتهم.
ومع كثرة البينات المتوالية التي قدمها موسى بإذن من الله تعالى، تفننوا في الطلب، وحسبوا أن الله تعالى في مكان وله حيز، بحيث يمكن أن يروه جهرة في الدنيا، فقالوا لن نؤْمن لك حق نرى الله جهرة: أي معاينة.
فالآية سبقت؛ لبيان تعنتهم في طلب الآيات، وتأثرهم بما فاله سيدهم فرعون مصر لهامان:
وفي ذلك عبرة وتسلية للنبى ﷺ، فيما يلقاه من تعنتهم.
والمعنى: واذكروا أيها اليهود المعاصرون للنبى ﷺ، إذ قال أجدادكم لموسى ﵇: ﴿لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ … ﴾ أي لن نسلم لك - مصدقين مذعنين راضين مطمئنين- ﴿حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً﴾: أَي حتى نراه مشاهدة وعيانا. أو الجهرة صفة لخطابهم، كما روى عن ابن عباس.