وأَعظم على ألسنه ملائكتنا. ﴿يَا وَيْلَتَى﴾: يا عجبًا. وأَصل الويل الهلاك وهو غير مراد هنا.
والنساء يستعملنها كثيرا إِذا حدث ما يتعجبن منه. ﴿بَعْلِي﴾: زوجى، والبعل في الأَصل الذي يقوم على تدبير الأمور، فأَطلق على الزوج لأَنه يقوم علي شئون المرأَة.
﴿أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾: أَتعجبين من قدرة الله وحكمته. ﴿وَبَرَكَاتُهُ﴾: وخيراته التامَّة المتكاثرة. ﴿حَمِيدٌ﴾: محمود لذاته وأَفعاله. ﴿مَجِيدٌ﴾: واسع الإِحسان كثير الإِنعام.
أَي حدث ما حدث من المحاورة بين الملائكة وإبراهيم، وزوجته قائمة وحاضرة ترى وتسمع ما جرى بينهم، فضحكت فرحا وسرورا بزوال الخوف عن زوجها، واستبشارًا بقرب هلاك القوم المفسدين، وقد فهمت ذلك من قولهم لإِبراهيم: ﴿إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ﴾.
﴿فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ﴾: أَي فأَتبعنا سرورها بما سبق سرورا عظما وذلك بإلقاء البشرى إليها على ألسنة الملائكة بأَنها ستلد "إسحق" وترى من بعد إسحق "يعقوب" ولدا له وحفيدا لها.
وقد وجهت البشارة إِليها؛ لبيان أن الولد المبشر به يكون منها ومن إِبراهيم، فإن البشارة لو وجهت لإِبراهيم، لأَدركها الشك بأَنه يأْتى بإسحق من غيرها لعقمها. وكانت حريصةً على أَن يكون لها ولد، وقد تمنته بعد أن ولد إِسماعيل لهاجر.
أي قالت سارة امرأَة إبراهيم حين بشرت بالولد يا عجبا، أيولد لى وأَنا عجوز عقيم قد تقدمت بى السنُّ وذهبت قوتي وضعف بدنى وغاب الطمث عنى، وهذا الذي تشاهدونه زوجى القائم على رعايتي قد صار شيخا كبير السن لم تجرِ العادةُ أَنَّ مثلنا ينجب الأَولاد.