للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والمعنى الإجمالي للآية: أَفي قلوب هؤلاه المنافقين مرض منعهم من التحاكم إلى رسول الله أم ارتابوا في نبونه لوجود ما يريبهم فيها، أَم يخافون أن يجور الله عليهم ورسوله إِن تحاكموا إليه؟ والحق أَنه لا يوجد سبب من جهته يمنعهم من التحاكم إِليه؛ فهو النبي العادل دون ريب، بل السبب هو ظلمهم لأنفسهم بمرض قلوبهم ونفاقهم، وظلمهم لخصومهم بمحاولة الاستيلاء على حقوقهم.

﴿إنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥١) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (٥٢)

[المفردات]

﴿الْمُفْلِحُونَ﴾: الفائزون. ﴿وَيَتَّقْهِ﴾: قرأَها حفص بإسكان القاف وكسر الهاء غير مشْبَعَة، حكى ابن الأَنبارى أَنها لغة لبعض العرب، إِذ يُسكِّنون ما قبل الحرف المعتل بعد حذفهم المعتل للجازم، ومنه قول الشاعر:

ومن يتَّقْ فإن الله معه … ورزق الله مؤْتَابٌ وغادى

وقرأَها الباقون بكسر القاف، اكتفاء بحذف حرف العلة للجازم، وخفِّفَ كسرة الهاء بعضهم، وأشبعها بعض آخر، وهذا عند القراءة، أما عند الوقف فقد أجمع القراء على تسكين الهاء.