للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

في الأُمور فهو موكول إليك تقضين فيه بما تشائين سلمًا وحربًا، ولك علينا الطاعة في كل ما تريدين، وما تأْمرين، فانظرى أي شيء ترينه وتأْمرين به نكن في طاعتك.

﴿قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (٣٤) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (٣٥)

[المفردات]

﴿إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً﴾: أي دخلوها محاربين. ﴿أَفْسَدُوهَا﴾: خربوها وقلبوا أوضاعها واتلفوا عمرانها. ﴿أَذِلَّةً﴾: مُهَانينَ بالقتل، والأسر، والإجلاءِ عنها، جمع ذليل.

﴿هَدِيَّةٍ﴾: عطية عظيمة، والهدية: اسم لما يهدى، كالعطية: اسم لما يعطى.

[التفسير]

٣٤ - ﴿قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا … ﴾ الآية.

قالت بلقيس - تعليقًا على ما قاله الملأَ من قومها وقد أَحست من لحن قولهم وفحواه الميل إلى الحرب، والعدول عن سَنَن الصواب، فأَرادت ردهم إلى الرشاد - قالت: إِن شأْن الملوك وسلوكهم إذا فتحوا قرية - أية قرية - وغلبوا أهلها - خربوها، وأتلفوا ما فيها من أَموال، ونكسوا أحوالها، وجعلوا أعزة أهلها وسادتها أذلة مُهَانين بالقتل، والأسر والإِجلاءِ وغير ذلك من صنوف الإهانة والإذلال.

وقوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ يحتمل أن يكون من كلام بلقيس تدعيمًا لرأيها، وتأكيدًا لما وصفته من حال الملوك الفاتحين، وتقريرا بأَن ذلك من سياستهم المستمرة وسلوكهم الدائم. ويحتمل أن يكون من جهته ﷿ تصديقًا لقولها على ما أَخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس .