المعنى: وأرسلنا لوطا إِلى قومه حين قال لهم - موبِّخا منكرا زاجرا - أتأْتون الفعلة المتناهية في القبح، المتمادية في الشرّ والسوء؟ ما سبقكم بفعلها أَحد من العالمين، بل اخترعتموها أَنتم.
وقد أنكر اللهُ عليهم أَولا: إِتيان هذه الفاحشة. ثم وبَّخهم ثانيًا: على أَنهم أوَّل من ارتكبها، فإنه ليس المراد من قوله تعالى: ﴿مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ نفى سبق غيرهم لهم فحسب، بل المراد أَيضًا: أَنهم أَسبق العالمين إِليها. فهم أَول من أحدثها. وذلك على حدِّ ما قيل في قوله تعالى: ﴿فَمَنْ أظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا﴾ (١)، فليس المراد منها أَنه لا يوجد أَظلم منهم فقط، بل المراد أنهم أَظلم من كل ظالم.
إِنكم لتباشرون المذكور لمجرد الاشتهاء الفاجر، تاركين النساء اللاتى جعلهن الله مواضع الاشتهاء، عن طريق الزواج!! بل أنتم قوم عادتكم الإسراف في المعاصي.
وكان لوط ﵇ يقيمُ بقريةِ "سدوم" فأَرسله اللهُ إلى أَهلها، وكانوا أَهل كفر بالله وعصيانٍ له. وكان من أَخطره: إِتيان الذكران في أَدبارهم، وقطع السبيل على الغرباء لممارسة الفاحشة معهم. وكان من أَمر لوط معهم ما سبق بيانه مجملا في الآيتين الماضيتين.
وفيما يلي بيانُ ما أَجاب به قومه وعقاب الله لهم، على إصرارهم ومضيهم في الكفر والفاحشة.