الخطاب هنا لأَهل مكة والاستفهام في قوله تعالى:(أَلَمْ يَاتِكُمْ) للتقرير أَي: أَنه - ولا شك - قد أَتاكم خبر وشأن من كان قبلكم من الأُمم التي كذبت برسلها كقوم نوح وعاد وثمود وغيرهم فكانت عاقبة أَمرهم ونهاية حالهم أَنهم نالوا ضررًا ثقيلًا وخيمًا من غير مهلة ولا إِرجاء جزاء ما أَحدثوه من أَمر هائل وجناية عظيمة، وهو كفرهم الذي أَصروا عليه، وكان عقابهم في الدنيا الصيحة والرجفة والخسف والإِغراق وغير ذلك قال تعالى: ﴿فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ (١).