للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾: أي فتأمل بفكرك مآل هؤلاء الذين أفسدوا في الأَرض بالشرك وقتل الأَنفس البريئة وتعذيب الضعفاء وسلب الأَموال، لا شك في أن مآلهم لا تحيط العقول بأَهواله وشدته. فقد أَغرقهم الله جميعًا بمرأَى من موسى ومن معه وتلك عاقبة الظالمين.

﴿وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٠٤) حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (١٠٥)﴾.

[المفردات]

﴿جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ﴾: جئتكم بآيات وِاضحة الدلالة على نبوتى.

[التفسير]

١٠٤ - ﴿وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾:

لما أجمل القرآن آيات موسى في قوله سابقًا: ﴿ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا﴾ شرع يفصل تلك الآيات في هذه الآية.

والمعنى: قال موسى مخاطبًا فرعون: - يا فرعون - إني رسول من عند رب العالمين خالق كل شيء ومربيه ومتعهده، أرسلنى لأُبلغك الحق الذي جئت به.

١٠٥ - ﴿حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ﴾: أَي إن رسول من رب العالمين محقق الرسالة ثابِتها، ورسالتى قائمة على أن لا أَقول على الله إلا الحق، أَو حقيق بمعنى حريص أي: حريص على أن لا أَقول على الله غير الحق والصدق فلا إِهمال ولا تفريط.

أو المعنى: جدير بأن لا أَقول على الله إِلا الحق فتكون (على) في قوله تعالى: ﴿عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ﴾ … إلخ. بمعنى الباءِ إذ أَن كلا منهما يأْتى مكان الآخر.