والمعنى: أيُّ ضرر كان يلحقهم لو آمنوا - حقيقة - بالله، وعملوا ليوم الجزاءِ، فأنفَقوا مما رزقهم الله: ابتغاءَ مرضاته، ونزولا على حكمه وامتثالا لأَمره؟!
ما كان عليهم في ذلك أي ضرر .. بل إِن الضرر - كل الضرر - فيما هم عليه.
﴿وَكَانَ اللهُ بِهِمْ عَلِيمًا﴾:
فيجازيهم بما عملوا.
فعلى المؤْمن أن يعتقد أَن الله مطلع على كل الناس، وسيحاسبهم على ما قدموا من أعمال.
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (٤٠) فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (٤١) يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (٤٢)﴾.
[المفردات]
﴿لَا يَظْلِمُ﴾ الظلم: النقص، ووضع الشيءِ في غير موضعه.
﴿مِثْقَالَ﴾ المثقال: المقدار. مأخوذ من الثقل. كما أن المقدار مأْخوذ من القدر.
﴿ذَرَّةٍ﴾ الذرة: هي النملة الصغيرة. أو الهباء الصغير، الذي يرى في ضوء الشمس إذا دخلت من نافذة. والمراد: أدنى ما يكون من الأعمال.
﴿يُضَاعِفْهَا﴾: أي يضاعف ثوابها، ويزيد أَجرها.
﴿لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ﴾: أي أن يوارَوْا فيها، ويدخلوا في باطنها، أو أن يكونوا من جنسها، حتى يَهْربُوا من العقاب.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute