للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾: أي رغبة في أن يتأملوا فينتبهوا للحقائق. ليكون ذلك داعيًا لهم إلى الاحتراز عما أصاب السابقين من العذاب، ودافعا إلى الاهتداء ليفوزوا بخيري الدنيا والآخرة.

﴿أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (٤٥) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (٤٦) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (٤٧)

[المفردات]

﴿مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ﴾: أي عملوا السيئات بمكر وخبث.

﴿أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ﴾: أي يشق بهم الأرض فيهلكوا في جوفها، يقال: خسف المكانُ أي ذهب في الأرض، وخسفه الله أي شقه وخسفه بفلان أي شق المكان وغيب الشخص بداخله، ومنه قوله تعالى: ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ﴾. وبالجملة فهو لازم ومتعد ﴿أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ﴾: أي يهلكهم في حركتهم إقبالا وإدبارا، مقيمين أو مسافرين. ﴿عَلَى تَخَوُّفٍ﴾: على مخافة وحذر من الهلاك، أَو على تنقص في أنفسهم وموارد رزقهم إلى أن يهلكوا جميعًا. ﴿فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ﴾: أي وما هم بممتنعين علينا بقوتهم أو بالهرب فرارا من بأسنا.

[التفسير]

٤٥ - ﴿أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ … ﴾: هذا وعيد للمشركين من أهل مكة الذين احتالوا بالسيئات في إبطال الإِسلام، فمكروا برسول الله حيث دبروا في خفاء كل أسباب الإيذاء له ولأصحابه الذين آمنوا معه واتبعوه، وهو وعيد عام لكل ماكر، والاستفهام للإنكار، ومعناه: يجب ألا يأمن هؤلاه الماكرون العقوبات السيئة التي تحل بهم