للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

١٣ - (ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا):

أَي: لا يموت الأَشقى في نار جهنم فيستريح من العذاب، ولا يحيا فيها حياة طيبة تنفعه كما قال - تعالى-: "لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا" (١).

و (ثم) للتراخي في مراتب الشدة؛ لأَن التردد في النار بين الموت والحياة، الذي أُشير به إِلى الخلود في النار الكبرى أَفظع من نفس الصلى وهو دخول النار، فهو متراخ عنه أَي: عن الصلى في مراتب الشدة، ونفي الحياة في الآية لا يناقض نفي الموت، لأَن الحياة المنفية هي الحياة التي يرغب فيها، ويتمنى صاحبها أَن تدوم، وحياة المعذب بتلك النار الكبرى ممقوتة عنده، يتمنى في كل لحظة تمر عليه لو فقدها، فكأَنها ليست بحياة.

(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (١٤) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (١٥) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (١٦) وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (١٧))

[المفردات]

(قَدْ أَفْلَحَ) أَي: نجا من المكروه، وفاز بالمطلوب.

(مَنْ تَزَكَّى) أَي: تطهر من الشرك واتعظ بالذكرى.

(وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ) أَي: كبر لافتتاح الصلوات الخمس، أَو هي وما يتيسر من النوافل.

[التفسير]

١٤، ١٥ - (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى):

أَي: قد فاز بالمطلوب، وظفر بكل ما يرجوه في دينه ودنياه مَنْ تطهر من الكفر والشرك بتذكره وامتثاله، وحمْلُه على ذلك مروي عن أَبي عباس وغيره، وأَخرج البزار وابن مردويه


(١) سورة فاطر، من الآية: ٣٦.