للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾:

أي وما تنفقوه من نفقات طيبة لا إثم في كسبها، أو تصنعوه من معروف يعلَمْه الله ويُجْزِ عليه الجزاء الأوفى. وقال: ﴿وَمَا تَفْعَلُوا﴾ ولم يقل: وما تنفقوا من خير، لأن فعل الخير عام: يدخل فيه الإنفاق وغيره: من معاونة القوي للضعيف، وصاحب الجاه لمن لا جاه له، والصحيح للمريض، كما يدخل فيه الإصلاح بين المتخاصمين، والأَمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وعيادة المرضى، وهكذا.

وجواب الشرط هنا، مؤَكد بإن، لتقرير الوعد بحسن الجزاء المستنبط من جواب الشرط.

وَ ﴿عَلِيمٌ﴾: صيغة مبالغة من العلم، وليس المراد مجرد الإفادة بعلم الله للخير، بل المقصود مع ذلك أنه يحسن الجزاء عليه ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ (١).

﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٢١٦)

[المفردات]

﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ﴾: فُرض عليكم قتال الكفار.

﴿كُرْهٌ﴾: بمعنى مكروه، كخبز بمعنى مخبوز، أي مكروه - طبعًا - لمشقته.

ويجوز أن يكون القتال هو نفس الكره، بمعناه المصدري، مبالغة في مشقته على النفوس، مثل قول الخنساءِ:

فإنما هي إقبال وإدبار:


(١) الزلزلة: ٧، ٨