للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[المفردات]

(فِتْيَانِهِ): غلمانه الكيالين؛ جمع فتى.

(بِضَاعَتَهُمْ): ما جاءوا به من المتاع ليشتروا به الطعام.

(فَي رِحَالِهِمْ): في أَوعيتهم، قال ابن الأَنبارى: يقال للوعاءِ رحل وللبيت رحل. (انقَلَبوا إِلى أَهْلِهِمْ): رجعوا إليهم.

[التفسير]

٦٢ - ﴿وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ في رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾:

كان إخوة يوسف يريدون شراءَ القمح مُبادَلَةً ببضائع أخرى جاءُوا بها معهم من الشام (١)، وكان يوسف يريد أَن يعطيهم القمح دون مقابل تفضلا عليهم، وخوفًا من أَن لا يكون عند أَبيه ما يرجعون به مرة أخرى ليشتروا به طعامًا آخر غير الذي أخذوه في هذه المرة، ولكى يكون ذلك التفضل وسيلة لتحقيق مطلبه من حضور بنيامين معهم عند حضورهم للامتيار (٢) مرة أخرى ولهذا قال يوسف لغلمانه وعماله الموكول إِليهم بَيْعُ القمح وكيله وقَبْض الثمن - قال لهم -: اجعلوا بضاعتهم التي جاءوا بها ليجعلونها ثمنًا للطعام - اجعلوها - في أَوعيتهم سِرًّا ولا تشعروهم أَننى نزلت لهم عنها، وأَننى تفضلت عليهم بالقمح دون ثمن، لعلهم يعرفون هذه المكرمة ويقدرونها قدرها حين يرجعون إِلى أَهلهم ويفاجؤون بها في متاعهم، لعلهم يعودون إِلىَّ بأَخيهم الذي طلبته، فإِن التفضل عليهم بإِعطاءِ البدلين ولا سيما عند ندرة البضاعة من أَقوى الدواعى إلى الرجوع.


(١) روى عن ابن عباس أنها كانت نعالا وأدما - أي جلدًا - وقيل إنها كانت دراهم ودنانير.
(٢) الامتيار: طلب الطعام وجلبه.