﴿يَتَوَفَّاكُمْ﴾: يستوفى آجالكم، بقبض أَرواحكم. ﴿وَجْهَكَ﴾: المراد من الوجه: الذات أَو القلب أو القصد. ﴿حَنِيفًا﴾: منصرفا عن الباطل مقبلا على الحق.
[التفسير]
بعد أَن بينت الآيات السابقة، ما ينتظر الكافرين من الهلاك، وما يتوقعه المؤمنون من الفوز والنجاة - أَمر الله رسوله في هذه الآيات أن يعلن الكافرين أَنه لن يعبد ما يعبدون، وأن الله أَمره بالإِخلاص في عبادته وحده، وفيما يلي بيانها:
١٠٤ - ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾: أَي قل يا محمَّد للمشركين باللهِ الشاكين في نبوتك يأَيها الناس، إِن كنتم في ريب وشك من دينى، حتى أدى بكم الشك فيه إِلى تكذيبى فيما جئتكم به، فاعلموا أننى مؤمن إِيمانا راسخا بما أنزله الله تعالى علىّ، ثابت كل الثبات على عقيدتى، فلا تتوقعوا منى أَن أجنح إلى مشاركتكم في عقيدتكم، وعبادة آلهتكم التي عبدتموها من دون الله بغير حق.
أَي ولكننى أَعبد الله - تعالى - الذي يستوفى آجالكم، بقبض أَرواحكم فهو الجدير بالعبادة والتقديس، فاعرضوا عقيدتى هذه على عقولكم، وانظروا فيها بعين الإنصاف، لتعلموا