للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالجناح: اليد لأن يد الإنسان بمزلة جناحي الطائر، وإذا أدخل يده اليمنى تحت عضد يده اليسرى فقد ضم جناحه إليه.

(الثاني): يراد بضم جناحه إليه تجلده وضبطه لنفسه وتشدده عند انقلاب العصا حية حتى لا يضطرب ولا يرهب، استعارة من فعل الطائر، لأنه إذا خاف نشر جناحيه وأرخاهما ومعنى: ﴿مِنَ الرَّهْبِ﴾ من أجل الرهب، أي: إذا أصابك الرهب عند رؤية الحية فاضمم إليك جناحك. انتهى بتصرف يسير.

وقوله تعالى: ﴿فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ … ﴾ معنا: فهذان الأمران العجيبان - وهما قلب العصا، وخروج اليد بيضاء - برهانان واضحان، وحجتان نيرتان، مُرْسلان من ربك، واصلان إلى فرعرن وقومه ليرتدعوا عما هم فيه، إنهم كانوا قوما خارجين عن طاعة الله، أحقاء بأن نرسل إليهم هاتين المعجزتين لزجرهم وردهم عن فسقهم وكفرهم، والبرهان معناه: الحجة النيرة من قولهم: أبره الرجل: إذا جاء بالبرهان مأخوذ من: بره، إذا ابيضَّ وتسمى الحجة سلطانا أيضا من السليط، وهو الزيت الذي يتلألأ عند الاتقاد.

﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (٣٣) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (٣٤)

[المفردات]

﴿رِدْءًا﴾: معينًا يشتد به أمرى.

﴿يُصَدِّقُنِي﴾: بإيضاح الحق بلسانه، وبسط القول فيه، ونفى الشبهة عنه.

[التفسير]

٣٣ - ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ﴾:

أي: قال موسى تعقيبا على تكليفه بالرسالة، وطلبا لما يعينه عليها، ويقويه كل أدائها كما يفهم من قوله - تعالى -: ﴿فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي﴾ ولم يقله استعفاء