وتسمى سورة القيامة، وسورة لم يكن، وسورة البرية وهي مدنية، وآياتها ثمان
[مناسبتها لما قبلها]
هي أَن قوله تعالى:(لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا … ) إِلخ .. كان كالتعليل لإِنزال القرآن، كأَنه قيل: إِنا أَنزلناه لأَنه لم يكن الذين كفروا منفكين عن كفرهم حتى يأْتيهم رسول يتلو صحفًا مطهرة؛ لذلك وقعت تالية للسورة السابقة.
أَهم مقاصد السورة:
١ - بينت تمرد أَهل الكتاب -اليهود والنصارى- على دعوة رسول الله ﷺ بعد أَن ظهر لهم الحق، وسطعت أَنواره بما عرفوا من الأَوصاف المذكورة في كتبهم للنبي المبعوث آخر الزمان وكانوا ينتظرون بعثته، فلما بُعث كفروا وعاندوا:(لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ الْبَيِّنَةُ … ) الآيات.
٢ - تحدث عن أَهم عناصر الإِيمان التي أُمورا بها، وهي إِخلاص العبادة لله العلي الكبير، والتوجه إِليه سبحانه في جميع الأَقوال والأَفعال مائلين عن كل دين يخالف دين التوحيد:(وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ .. ) الآية.
٣ - أَبرزت بيان ما ينتظر شر البرية من كفرة أَهل الكتاب والمشركين في الآخرة من عذاب أَليم، وخلود في نار الجحيم:(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ .. ) الآية.
٤ - وختمت بالإِشادة بخير البرية. أَهل المنازل العالية الذين أَطاعوا الله حق طاعته، وتحدثت عن جزائهم في الآخرة لقاءَ اتصافهم بخشية ربهم وحسن مراقبته:(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ .... ) الآيات.