هذه الآية متوسطة بين ما سبق وما لحق من أحوال الرياح وأحكامها؛ لتسلية الرسول ﷺ بمن قبله على وجه يتضمن الوعد له، والوعيد لأعدائه، وفي ذلك تحذير عن الإخلال بمواجب الشكر المطلوب بقوله - تعالى -: ﴿وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ حتى لا يحل بهم ما حل بأُولئك الأمم من الانتقام.
والمعنى: ولقد أرسلنا قبل مبعثك رسلًا إلى أقوامهم، كما أرسلناك إلى قومك، فجاءَ كل رسول بما يخصُّه من المعجزات والحجج البينات، كما جئت قومك ببيناتك، فآمن بعض وكذب بعض، فانتقمنا ممن كفر بالإهلاك في الدنيا بسبب إجرامهم الذي أوصلهم إلى التكذيب والكفر، وكان نصر المؤمنين حقًّا علينا بإنجائهم مع الرسل وهو حق أوجبه - سبحانه - على نفسه تكرمًا وتفضلًا، كقوله - تعالى -: ﴿كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ