أي: واتقوا بإيمانكم بمحمد عقاب يوم: لا تحمل فيه نفس مؤمنة عن نفس كافرة شيئًا من الجزاءِ، ﴿وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾: أي فداء، مهما عظم، لَوْ وَجَدَتْهُ. ﴿وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ﴾ إذ لا شفاعة لكافر ﴿وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾ من أحد، إذ لا غالب للقهار ﷻ(١) - واليوم المذكور هو يوم القيامة، وإنما خوطب اليهود في زمان النبي ﷺ بما في الآيتين، لأن ما أُنعم به على آبائهم، هو نعمة عليهم.
ولكي يأمرهم بوقاية أنفسهم من العقاب: أمرهم بالإيمان بما جاء به النبي ﷺ شكرًا لهذه النعم.
وفي خطابهم منسوبين إلى جدهم - إسرائيل ﵇ إشعار لهم بأن ذرية الرسول الصالح: الذي أمرهم ألا يموتوا إلا وهم مسلمون، يجب عليهم امتثال ما يأمرهم به رسول الإسلام، الذي هو دين جميع الأنبياء والرسل ﵈.
والتعرض لنفي الفداء والشفاعة والنصرة في هذا اليوم، لأَنها هي الأمور التي اعتادها بنو آدم في تخليصهم إذا وقعوا في شدة.