هذا تعجيب من تحكيمهم من لا يؤْمنون به ولا بكتابه، مع أن الْحُكْم منصوص عليه في كتابهم الذي يدعون الإيمان به وهو التوراة. إذ كانت - مع تحريفها - مشتملة على حكم تلك المسألة، التي جاءُوا يتحاكمون فيها إلى رسول الله ﷺ وهي: حكم الزاني المحصن.
(ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ):
أي يعرضون من بعد حكمك الموافق لما في كتابهم.
(وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ):
أَي وما أولَئكَ المتصِفُون - بما ذكر - بالمؤْمنين بما في كتابهم؛ لإعراضهم عنه وعن حكمك الموافق له.
وفي الآية دليل على أن التولِّي عن حكم الله، يخرج صاحبه من الإيمان.