ذكر سبحانه في السورة السابقة (سورة الهُمَزة) أن المال والسلطان لا يغنيان من الله شيئًا، وفي هذه السورة أَقام ﷾ الدليل على ذلك بذكر قصة أَصحاب الفيل، وكذلك في السورة السابقة توعد الله كل كافر بقوله تعالى:(لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) وهنا في السورة أَتي ﷿ بما يدل على إنفاذ وتحقيق ما توعد به أُولئك الكفرة.
[مقاصد السورة]
يخبر الله سبحانه نبيه ﷺ بقصة أَصحاب الفيل الذين قصدوا بيت الله بمكة لهدمه:(أَلَمْ تَرَى كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ) ويقصص عليه ما حوته هذه القصة مِنْ عِبَر دالَّة على قدرة الله وعظمته: (أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ) ويذكر له كيف انتقم من هؤلاء المعتدين على حرماته: (وأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) كما يذكر له عاقبة اعتدائهم، ما آل إليه أمرهم:(فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَاكُولٍ).