للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المفردات:

(كفروا نعمة الله) كفر النعمة: جحدها. (دَارَ الْبَوار): دار الهلاك، ويطلق البوار أَيضًا على الكساد.

(وَبِئْسَ الْقَرَارُ): وبئس المستقر. (أَنْدَادًا): جمع ند وهو المثل والنظير.

(مَصِيرَكُم): مرجكم. (لَا بَيْع فِيهِ): لا فدية فيه.

(وَلَا خِلَالٌ): الخلال معناه المخالَّة وهى المُوَادَّة. أو جمع خليل وهو الصديق، أَو جمع خُلَّة. بضم الخاءَ وتشديد اللام مفتوحة: وهي الصداقة.

التفسير

٢٨ - {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا}:

بين الله في ختام الآيات السابقة حال المؤمنين: وحال الظالمين وأَنه سبحانه يثبت المؤمنين في الدنيا والآخرة، ويضل الظالمين بأَن يتخلى عنهم لإِصرارهم على الكفر. ويضل بكلا الفريقين ما يشاءُ من تثبيت المؤمنين، والتخلِّي عن هداية الظالمين، وَمِنْ ثَوَابِ الأولين، وعقاب الآخرين. وجاءَت هذه الآية وما بعدها بييانًا للأسباب التي أَدت إِلى ضلال الظالمين واستحقاقهم سوءَ العاقبة. وقبح المصير.

والخطاب في قوله: "أَلمْ تَرَ" موجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أَو إلى كل من يصلح للخطاب مقصود به التعجيب مما صنع الكفار من اقتراف الأباطيل الكثيرة، التي كان من جملتها جحد نعم الله الظاهرة والباطنة. والمراد بهم مشركو قريش فالآية نزلت فيهم، المعنى: ألم تنظر إِلى الذين بدلوا شكر نعمة الله عليهم. فجعلوا مكانه كفرًا عظيمًا فبدلا من أَن يشكروه بتوحيده في العبادة أشْرَكُوا معه غيره. أو بدلوا شكر النعمة كفرًا لها بإهمالها. وعدم رعاية شأنها فسُلِبوها وحُرِموا منها، وذلك ما حدث لأَهل مكة. أَسكنهم الله حرمه الآمن الذي يجبى إِليه ثمرات كل شيء وجعلهم قُوَّامَ بيته. وشرفهم ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم فكفروا بذلك، وأذوا النبى وأصحابه فأصابهم القحط سبع سنين وعوقبوا بالقتل والأسر يوم بدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>